مدونة لتزكية القلوب ،ودحر الشبهات عن التصوف الحق،الذي هو تحقيق مقام الإحسان ثالث أصول الإسلام.

الخميس، 15 أكتوبر 2009

اسئلة الأعتكاف عام 1430 للهجرة لسيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله (القسم الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .هنا ما بقي من الأسئلة التي قام بنشرها موقع الطريقة الشاذلية الدرقاوية جزاهم الله خيراً.

ما حكم استخدام (العطور) في رمضان؟
في مذهب الشافعية: استعمال الطيب أثناء الصيام مكروه، وفي مذهب الحنفية: جائز.
فما دام فيه خلاف بين العلماء, وليس شيئاً ضرورياً, فالأفضل تركه في رمضان.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد قرأت لكم بعض المقروءات، فاطمأننت إليها والحمد لله، بعد أخذ وردٍّ، وجذب وجذف، ومد وجزر، وكأني على الشط. فهل لي أن اغترف من بحر علمكم، وارثَ معلم البشر? والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد:
هيئي قلبك وروحك تحت سيطرة قدرة الله جل وعلا. هذا التهيؤ يحصل بالتمسك بالشريعة والسنة النبوية وقراءة القرآن الكريم بالتفهم وترك المناهي وكثرة الذكر بـ (لا إله إلا الله), مع ضرب لفظ الجلالة على القلب
لا إلهْ إلا الله
لا: نفيٌ للإله الباطل, إلا الله.
وأغمضي عينيك عن الأجانب, ولا تتكلمي فيما لا يعني, لأنه )و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) رقيب: مراقب , عتيد: حاضر.
فإذا فتح الله عليك باب رحمته جل وعلا تأتي عليك بعض الأمور, مثل الرائحة الطيبة, أحيانا خفيفة وأحيانا قوية, ولا يمكن لك حينذاك أن تتحركي, بهذا يقوى إيمانكِ بالله تعالى وبقرب علمه منك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عراك القلب مع الغفلة والكدورات مستمر، بسبب الواقع السيئ، الذي تقتضي الظروف أحياناً أن يتواجد فيه صاحب هذا القلب، وبسبب هذا الواقع أجد أحياناً أن قلبي يضيع ثم يأتي. فما هي الأسس التي لا ينبغي للقلب أن يتخلى عنها مهما كانت الظروف؟
سيدي أرجو الدعاء فاني من المتطفلين على حسنكم.

أنت خُلِقْتَ في الدنيا, والدنيا ليست مخصوصة لك, بل هي مشتركة بين المؤمن والكافر, وبين الصالح والطالح, فلا بد أن تحفظ دينك ما دمتَ في هذه الحياة. الدنيا لم تَخْلُ لمحمد المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالتقصير منك لا من الدنيا. الدنيا في حد ذاتها ليست مذمومة، لكن بغرورنا بها تكون مذمومة, وإلا فإن الدنيا مزرعة الآخرة, فكيف تكون مذمومة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 27 سنة، ومُقدِم على الزواج، لكي أبتعد عن المعاصي والمخالفات، علماً أني أبحث عن فتاة تقية، تخاف الله، ولكن أنا اقصر في صلاتي وذكر الله وقراءة القرآن، وأخاف أن أجُرَّها إلى ذلك، ولا أعتبر، وهي عندي ستكون أمانة أمام الله ورسوله. فكيف السبيل إلى ذلك؟ وهل يجوز لأمثالي أن يتزوج الصالحات؟
نعم, يجوز لمثلك أن يتزوج الصّالحات، إذا كنتَ ترضى بها وهي ترضى بك, وإذا اتفقتم على ترك المخالفات. لأن الله وضع لحل المخالفات التوبة والرجوع إلى الله تعالى, وباب التوبة مفتوح إلى أن تصل الروح إلى الغرغرة.
تب واستغفر وارجع إلى الله, وحاول ألا تتزوج بالموظفات، ولا باللاّتي هنّ في الجامعة.

هل كثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبتُه تجعل المريد يطوي مسافات في سيره إلى الله؟
ج:يا أخي
! الصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم بالكثرة تقوم مقام المرشد, لكن ليس لكل أحد, بل لمن يكون أُوَيْسِيَّاً [نسبة إلى سيدنا أويس القرني]، ويتمسك بالكتاب والسنة، ويأخذ آداب السير والسلوك من أهل الديوان.
وكون الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تطوي للمريد مسافات في سيره، هذا صحيح، لكنه ليس مقيداً بالكثرة, بل بالإخلاص.
إذا لم يوجد الإخلاص مع المحبة لا يترفع الإنسان ولا يترقى.

أ‌) إذا تاب العبد من الذنب توبة لا عودة فيها، هل عليه أن يعاقَب في الدنيا ليكفر الله تعالى ذنبه؟
ب‌) هل النقص في الرزق وعدم التوفيق في العمل عقوبة من الله تعالى للعبد؟

أ‌) لا، إذا كانت توبة صحيحة. التوبة النصوح: واحد من شروطها ألا يرجع الإنسان إلى ما كان قد عَمِلَهُ.
ب‌) أحياناً يكون البلاء عموماً، كما حصل لبني إسرائيل, وأحياناَ يكون خصوصاً، كما حصل في هذه الأيام، حيث مات أكثر من 30 – 40 إنسان دفعة واحدة، بسبب السيول التي حصلت في إستانبول وتراكيا.
هذا بلاء, ليكونوا عبرة لغيرهم.
قال تعالى: (و لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)، وقال أيضاَ: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون).


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أنا من الإسكندرية، أرجو من الله أن يتعهدني مربٍّ فاضل، لا يخالف كتاب الله أو سنة رسوله، في عقيدة أو بمعصية أو ببدعة. فأنا أجتذب نفسي عنوة للطاعة، وأريد من يعينني على الخير، ويبصرني بالطريق. فهل تساعدونني في ذلك؟ أكرمكم الله فأنا أتوسم فيكم الخير، وأتمنى أن تتنازلوا لمساعدتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: الله تعالى أكمل الشريعة الإسلامية فقال في القرآن الكريم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً), فالوصول إلى الله تعالى بغير دين الإسلام غير مقبول.
وأحياناً الآيات الكريمة تُجْمِل، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تُفسِّر. معناه: أي شيء أمرنا به الله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم, به يكون الوصول إلى رضا الله تعالى، ولذا قال ربنا: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.....)، ربط اتباعنا الحادث لرسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته الباقية الأبدية, محبة الخالق للعبد.
خارج هذا, الأولياء يبيِّنون لنا ظاهر الشرع وباطنه؛ ظاهره علوم الشريعة والأحاديث النبوية, وباطنه يبيِّنه لنا الأولياء, وهم مُلهَمون بالصدق والاستقامة، موافقاً للكتاب والسنة, يبيِّنون ويوضحون أكثر الطريق.
الوصول هكذا, يعني غير الشريعة والسنة لا يوجد, لا مناص منهما

سيدي الحبيب ومولاي أحمد فتح الله جامي! إننا نحبكم في الله، ونرى فيكم بقية السلف الصالح. نشكركم على موقع الطريقة الذي أتحتم فيه الفرصة لأمثالنا للسؤال, عندنا أغلب المشايخ ممنوع أن نسألهم، لأنهم فوق العالم، لكم الشكر إن أجبتم على أسئلتنا, نحن من الأخوة المحبين، نبحث عن رضا رب العالمين، عن طريق شيخ مأذون مجاز بالسند.
‌أ) هل للشيخ تصرف في سرعة سير المريد؟
‌ب) هل لا بد للمريد من الجلوس للذكر حتى يفتح له، لا يقوم أبداً حتى يفتح له؟
‌ج) ما الفرق بين ذكر الإنسان وذكره بإذن من شيخه؟
‌د) كيف نفهم سر الإذن؟
‌ه) هل انتقال سر الطريق يكون من قلب الشيخ إلى قلب خليفته؟ وإذا تعدد المأذون هل يتعدد السر؟
‌و) قال ربنا: (تطهرهم وتزكيهم) معناه التطهير غير التزكية؟
‌ز) هل يمكن أن توضحوا كيفية الذكر لنا بالصوت بتسجيل صوتي؟
‌أ) لا, هذا مقيّد بالقدَر الإلهي وباستعداد المريد, فإذا وافق استعداد المريد القدَرَ, والقدرُ وافق الاستعداد, وكان الصدق والإخلاص والتمسك بالشريعة موجوداً, فإن ربه يعطيه بحاله, لكن التوجيه من خادم الطريق. يمكن أنتم سمعتم بعض أهل الطرق يقولون: في طريقتنا الوصول لا يحتاج إلى أربعين سنة, بل أربعين يوماً أو أقل. بعضهم يقولون هكذا , لكن هذا لا يُطبَّق على إطلاقه على الكل, لأن من المريدين من يعملون بالصدق والإخلاص، ويطبقون أوامر الشيخ، أكثر من ثلاثين سنة، ولا يترقون ولا يصلون إلى ما هو مشهور بين الناس من الكشف والكرامات وهكذا, لأن استعدادهم ليس قابلاً للترقي, وهؤلاء يبقون سالمين. أما إذا أراد الله أن يفتح على أحد فتح العارفين في أقل من ساعة فإنه يعطيه, لا مانع لما أعطى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها, وما يمسك فلا مرسل له من بعده , وهو العزيز الحكيم).
‌ب) لا, لا يكلف الله نفساً إلا وسعها, يمكن أن يفتح عليه بعد سنة أو بعد شهر أو بعد أسبوع, ألا يقوم من مكانه ؟ لكن من آداب الأوراد أنَّ المريد إذا قعد للورد لا يقوم حتى يتمّه, إلا لضرورة.
‌ج) إذا كان ذكر المريد بإذن شيخه فإنه إذا حصلت له الواردات لا يغتر, بل يقول: هذا أمرني به شيخي.. هذا من بركة الطريق, يُرجع هذا إلى شيخه وإلى طريقته, فلا يحصل له الغرور.
أما إذا كان بدون شيخ، وفُتح له أو وَرَدَ عليه شيء، فإنه حينذاك لا يُؤمن عليه من العُجب.
‌د) صاحب الإذن أمين، فإذا خالف الذي أعطاه الأذن بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفلح. وإن حصل في قلبه أنه يفعل بدون شيخ وهو داخل الطريق، فإنه يكون محروماً. عليه في هذه الحالة أن ينتقل إلى طريق آخر, وإلاّ فهو يخبئ صفة الفسق في قلبه.
سر الإذن هكذا, لأن المأذون في ضمان الله وضمان رسول الله وضمان شيوخ الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا حصلت للمريد بعض الأمور، يمكن لشيخه أن يتأخر، والأولياء الذين فوقه يتدخلون في الإمداد. قولنا هذا لمن صدَّق, لا لمن لا يفهم ولم يصدِّق.
ولذا إذا كتب الشيخ إجازة خطية مع الختم لواحد يقول فيها: يا أخي! اعرف فضيلة الإذن، لأن المأذون في ضمان الله وضمان رسول الله وضمان شيوخ الطريق.
فعليه مهما أمكن أن لا يخالف ولو بقدر رأس الإبرة, وإذا خالف فإنه يُضرب.
ه) يتعدد بقدر صدق كل واحد من المأذونين من الطريق, وبقدر التمسك بالشريعة والسنة النبوية, فمنهم موافقون, ومنهم لا يعملون بالطريق ولا بالإذن.
و) هذا متعلق بالزكاة والصدقات.
أما التطير الذي يجري على لسان أهل التصوف, فقد قال ربنا: (فلا تزكوا أنفسكم), يعني: ينهانا أن نزكي أنفسنا [أي: أن ننـزِّهها], وأما إذا أراد الله أن يزكي عبداً فإنه يزكيه.
التزكية مخصّصة برسول الله صلى الله عليه وسلم, إذ أُرسل إلى قومه, فمن أطاعه يُزكى ويُطهَّر, ومن خالفه وعصاه كان منافقاً.
أما تزكية القلب فإنها ليست مخصصة بالمريد,, بل هي بالله تعالى, وباتباع ذلك الشخص لشيخه وتسليمه له وتأدبه بنصيحته. هذه هي التزكية بلسان المتصوّفة.
طهِّروا قلوبكم وصَفُّوا بواطنكم.
ز) إنني لا أستعمل الفيديو ولا التلفزيون , ولا أعطي صوتي ولا أتكلم حتى يأخذوه بآلة التسجيل. إنني غريب, أخذت هذا من الأولياء الغرباء. ألم تسمعوا في الدنيا واحداً عاش 85 سنة، ولم يُسمع صوته في كاسيت ولا راديو، إنه الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي, هذا هو الغريب, وأنا كذلك غريب, لا أفعل ذلك.
آداب الذكر مقيَّدة في كتب القوم, وكل واحد يعرف مشربه, وينظر إلى كتاب في مشربه ويأخذ منه آداب الذكر.
أنتَ كتبتَ اسمك (محب الصّوفية), لكن كل من يدعي شيئاً, لا تعطيه إياه الشريعة إلا بالشاهد.

السلام عليكم وجزاكم الله خيراً.
‌أ) هل يجوز السلام على غير المسلم؟
‌ب) وهل تجوز استغابته؟
‌ج) وهل يؤجر على فعل الخير معه؟ وجزاكم الله عنا كل خيراً.
‌أ) السلام على غير المسلم: لا وليقل السلام على من اتبع الهدى.
‌ب) إذا كان ذمّياً فلا تجوز غيبته, لأنها تنقص من حرمته بين المسلمين.
‌ج) إذا كان محتاجاً يُؤجر: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين). الإحسان مطلوب حتى للكافر إلا الحربي.

ما رأيكم في رؤية المسؤولة باستمرار للاستفادة منها؟
تستفيدين من كلام المسؤولة, وإلا فليس هناك استفادة مخصصة من المسؤولة، فهي تعظك بآداب الشريعة والسنة والطريقة, وأنت تسمعين منها.
المسؤولة ليست شيخك, ولا يصل إليك ولا إليها فوائد بدون الطريق.
الطريق متعلق بخادم الطريق.
يأتي العطاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم يُقسَّم, فإذا قُسِّم يصل إلى خادم الطريق. أما أن تكون كل مسؤولة خادم الطريق فهذا جهل.
هذا التعلق في الطريق يقطع الاستفادة.

قرأت في أحد الأجوبة: (بمصاحبة أرواح الأولياء الكمل المتقدمين المتوفين)، ما معنى هذا؟
هذا الكلام معناه ظاهر, ليس عليه غبرة حتى لا تفهمه.
لو كنت تعمل بمقتضى الطريق تقف عليه، ويحصل لك مثل هذا , اعتقاد أهل السنة والجماعة يقولون مدد ياسيدي الجيلاني معناه يستفيدون منه , نحن نعلم ونقر به أما أنت لاتقر به هذا وبال عليك ليس علينا لكنك تستغرق في الأنانية, وما قطعتَ عن نفسك حتى تطَّلع عليه.
فكما أن المؤمن يمكن أن يحصِّل مراقبة الله تعالى, ولا يغيب عن قلبه طرفة عين, فإن الذي يحصل هذه الدرجة, ومرّ معه الالتقاء بأرواح الأولياء والاستفادة منهم - رضي الله عنهم - يعلم ذلك. أما أنت فلا تعرف, ارجع إلى تقصيرك, ولا تحوّل تقصيرك على الأولياء, هذا واحد. والثاني: لا تقس أرواح الأولياء على نفسك, لأنه قياس باطل.

تأتيني خواطر عن أي شيء يخطر في بالي، كالخلق والخالق والنبي والقرآن والإسلام والعبادات ككل، حتى أنني لأحس بنفسي خرجت عن الدين وضاق صدري وأنكرت نفسي، ثم أتذكر الموت، فما أجد أي جواب يريحني، فماذا تنصحونني يا سيدي، أدامكم الله؟
أنت أخذت بحبل الشيطان, لأنه يجرك إلى أن تخرج من الدين؛ أولاً: بينك وبين إخوانك, ثانياً: بينك وبين شيخك, ثالثاً: بينك وبين نبيك, رابعاً: بينك وبين ربك: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين). مقصد الشيطان – عليه اللعنة – أن يخرجك من الإيمان.
كلما هجم عليك استعذ بالله, كما قال ربنا: (و إما ينـزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله), هذا واحد، والثاني: أنت بالخطرات السيئة في حق الله وحق رسول الله لا تخرج من الدين, كما أنه إذا كان على عينيك نظارة وأنت ترى النّجاسة, هل تصل النّجاسة إلى عينيك؟ لا. يعني تخيل الكفر ليس كفراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيدي المحترم حفظكم الله وسدد خطاكم. فرحنا بهذا الموقع، سابقاً كان لا بد من قطع المسافات ليالي وأيام للقاء وارث من وراث سيد الأكوان، لنا رجاء من حضرتكم ونحن ثلة من طلبة نبحث عن الحق، أن تجيبونا صدقاً وحقاً:
‌أ) هل أنتم وارث حق وسند متصل بحضرة المصطفى، بدون تأويل أو رؤيا؟
‌ب) هل طريقة الشاذلية فيها تلقين الاسم المفرد /الله/، وهل له سند نبوي؟

‌ج) هل تصليح القلب والسر مقدم على جمع الحسنات؟
‌د) هل صحيح إن التشويش في عالم الشهادة سبه اختلاف بين أهل الديوان؟
‌ه) هل الاستغراق في عظمة الله أم في صفاته أم في المذكور أولى؟
‌و) هل الذنب في الدنيا للمريد ينقص من درجته؟
‌ز) هل تنصحونا بكتب الإمام الشعراني والغزالي؟
‌ح) إذا كان لنا في العمر سعة هل لنا أن نزوركم وندخل الخلوة عند حضرتكم؟
‌ط) هل للوارث أن ينشل المريد من أمراضه بالنظر؟
‌ي) هل لكم تصرف واطلاع على مقامات السير وعقباتها وما يعترض المريد؟
لكم الشكر والفضل إن أجبتم، وإلا فالتقصير باد من طرفنا.
كيف أنت باحث عن الحق؟ عن الكيفية أم الوصول إلى رضا الحق؟
أما البحث عن الكيفية فممنوع, نحن نعرف ربنا باسمه, ولا نتجاوز عن الحدّ. أما الباحث عن الوصول إلى الحق, فإن الله بيَّن والرسول صلى الله عليه وسلم بلَّغ: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).....
إن كنا نعرف الحق قبل كتابتكم نرجو الله أن نكون على الحق, وإن لم نكن على الحق ولم نعرف الحق فإننا بقولكم لنا لا نعرف الحق.
‌أ) هذا الأمر لا يثبت بالرؤيا ولا بالتأويل, بل ممن كان مأذوناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, إنني مأذون بهذه الإجازة, لكن نرجو الله أن نكون متمسكين بالشريعة والسنة النبوية وآداب أسيادنا.
لو كنا على الحق فإنه لا يُعرف إلا لمّا تُبلى السرائر, أو العكس - نعوذ بالله من العكس -.
لا نزكي أنفسنا, ونطلب أن نتمسك بالشريعة والسنة, وليس لنا دليل أننا من المفلحين أو من المخالفين, ليس لنا دليل على ذلك إلا التمسك بالشريعة والسنة النبوية.
نحن لسنا مسؤولين أن نبين لكم درجة إيماننا من أي من الأقسام الخمسة.
وإذا طلبتم شيئاً موافقاً للشريعة والسنة النبوية فإننا نجيب بقدر علمنا وبقدر وسعنا: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
من عرف نفسه فقد عرف ربه. فإن كنتم بحسن ظنكم تظنون بنا خيراً فجزاكم الله خيراً، لكنكم لستم أعرف مني بنفسي.
‌ب) السند النبوي للمأذون ممن كان قبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. من كان مأذوناً تلقين الاسم وظيفته, فهو يُلقّن.

‌ج) الإصلاح شيء والحسنات شيء آخر. الإصلاح مقدَّم على الحسنات. فيمكن للإنسان أن يتصدق بألوف, وإذا لم يكن من أهل الإصلاح فإنه لا يميز بين الإخلاص والرياء والعجب, ويكون عمله باطلاً. أما إذا أصلح, فإنه ولو كانت نفقته قليلة, يثاب, ويضاعف له من ضعف إلى عشرة إلى سبعمائة ضعف.
‌د) حاشاهم, فهم مأمورون ظاهراً بالشريعة, وباطناً بالإصلاح بين المسلمين. من ظن هذا فإن سوء ظنه يرجع عليه.
‌ه) الاستغراق في صفات الله تعالى لا في ذاته, لكن تجلياته جلّ وعلا من ذاته إلى صفاته, فلا تخلو الذات عن الصفات, ولا الصفات خالية عن الذات. هذه مسألة اعتقادية.أُمرنا أن نعرف ربنا باسمه لا بكيفيته, وبتجليات صفاته.
ارجع إلى شرح الباجوري أو الصّاوي على جوهرة التوحيد حتى تصحح اعتقادك.
‌و) نعم، إذا كان بالدوام وبدون توبة. أما إذا تاب ولم يرجع إلى ذلك الذنب فكأنه لم يفعل ذنباً: (لا ذنب بعد التوبة), وإن كان سند هذا الحديث ليس بقوي - كما قال الترمذي -.
‌ز) أنصحكم بكتب الشعراني وكتب الغزالي كذلك , فهم على الحق ومع أهل الحق , يعتمد على أقوالهم.
‌ح) إذا لم تدخلوا الطريق كيف تطلبون الخلوة؟ مثال هذا كالذي لا يصوم, ويقول أنا أفطر. ما صمتَ حتى تفطر.
قولكم: }و إن متنا قبل أن نصل إليكم...{ هذه المسألة مرت معي في حياة شيخي, فقبل أن أبايعه بسنة عُرض عليَّ من طرف أحد مريديه أن أبايعه, قلت له: يا أخي! هذا دين, لا أتسرع به ولا أبايع, وبعد ما مرَّت سنة, وثبت لديَّ أن هذا الطريق متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم, كتبت له كما كتبتم لي, قلت: يا سيّدي! إن متُّ قبل أن أصل إليكم فأنا على طريقتكم وأنتم شيخي, وإن أعطاني ربي الإمكان أصل إليك إن شاء الله تعالى. وبعدُ, ذهبت إليه ودخلت الخلوة, وبقيت عنده شهراً أو أقل أو أكثر. وأنتم هكذا.
وإني أعتمد على صدقكم في أنكم تحبون الطريق الموصول, لا طريق الشعشعة والشهرة.
‌ط) يتأثر المريد الصادق في ابتدائه فيصل إلى درجة مرشده, لكن قلنا: المريد الصادق.
ولذا يقولون: ابتداء المريد الصادق انتهاء شيخه.
إن شئت أن تطلع على هذا فانظر /الأنوار القدسية/ للشعراني.
بالنظر يستفيد المريد الصادق, أما بشكل عام فلا.
إني كنت عند شيخي الأول – رحمه الله – أنا وهو وحدنا في صُفّة المسجد, تكلم معي بعض الأمور - وكنت أحبه حباً بعد حب الله وحب رسول الله, ما وجدت مريداً في ذلك الوقت ولا في هذا الوقت يحب شيخه كما كنت أحبه – قال لي: أحمد! جئ بالماء, والبئرُ قريب من صفَّة المسجد, قبل أن أذهب إلى البئر, وقع في قلبي بإذن الله وببركة رسول الله: لو تنظر إليّ بنظر الاستفادة؟ لأني تعودت على فيوضاته, فقبل أن أصل إلى البئر - خمسة أمتار أو أقل – جاءت الفيوضات, فسكنتُ, وبعدُ جئت بالماء وأعطيته.
أنت سألت عن النظر، يقال لهذا النظر: لحظ.
‌ي) أنا لست مسؤولاً أن أقول لك, لأنك لست من أهل الطريق. وإن كنتَ من أهل الطريق فلا تطلب مني، واطلب من الله تعالى، لأن الذي يؤدي حاجة الإنسان هو الله جلّ وعلا.
كل ما كتبتم لا يُشرط على من أراد أن يدخل الطريق. كل هذا فاضي (فارغ). الذي يدور على الطريق عليه أولاً أن يدور عن التمسك بالشريعة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم, وعن الطريق المتصل، فإذا التقى به وأراد أن يدخل الطريق يدخل.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ‌) نرى بعض المشايخ، لكن لا نرى فيهم التواضع الذي نسمعه عنكم، لا نبغضهم، لكن لا نحبهم مثلكم، هل هذا من الانشغال بالغير وقلة الإيمان؟ جزاكم الله خيراً.
ب‌) صلاة الفجر في المسجد إذا خشينا فيها الرياء هل نصليها جماعة بالأهل؟
أ‌) إصلاح أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليس عليك.. عليك أن تحسن الظن بهم:
وإن شئت أن تحيا سعيداً فظن بمعشر الإسلام خيراً
أما حبك لنا - ونحن لا نعرفك وأنت لا تعرفنا - فهذا التعلق البارد, بدون صحبة, بدون بيعة, بدون دخول الطريق, لا تستفيد منه, لكن تستفيد من محبة المسلمين جميعاً.
ب‌) ارجع إلى الخشوع, فإذا كانت صلاتك في المسجد خالية عن الخشوع عليك أن تصلي مع أهلك في البيت جماعة.
الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في البيت, لكن إذا كانت الصلاة في البيت مع الخشوع فهي أفضل.
صلاة المسجد أفضل بخمس وعشرين درجة, لكن إذا وقع فيها الرياء تذهب بالكلية.


السلام عليكم ورحمة الله يا شيخنا. سؤالي هو:
أ‌) هل العهد الظاهري أقوي أم الباطني؟
ب‌) وبأيهما يكون المريد خليفة لشيخه؟ وشكراً.
أ‌) أي عهد تقصدين؟ إذا كان من ناحية الإيمان, ولم يصدِّق القلب ولم يُقرَّ اللسان، فهذا العهد باطل, يبقى صاحبه خارج الإيمان.
وإذا كان العهد في التصوف, فلا بد من التصديق كذلك, يعني التسليم.
ب‌) يكون المريد خليفة لشيخه بإجازته له خطياً, الإذن الباطني وحده لا يُقبل.
في البداية لم يكن الإذن خطياً, لكن بعدما بَعُدنا عن عهد الصحابة والتابعين شَرَطَ أسيادنا الإجازة الخطية والختم, لأنه ظهر التزوير.

سيدي! أرجو منكم النصح والإرشاد، علماً بأني - بفضل الله - قد دخلت في الدراسات العليا في قسم التفسير وعلوم القرآن في جامعة دمشق، وقد أضطر في بعض الأحيان للحديث مع النساء، وأستحضر النية أنهم أخوات لي, فما رأيكم في ذلك؟ ولكم خالص الشكر.
اسأل الدكتور محمد سعيد البوطي. هذا في ديننا وشريعتنا ليس جائزاً. ألا تستحي من الله جل وعلا ؟ أنت تدرس في قسم التفسير, أما قرأت في سورة الأحزاب: (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ) وهم صحابة وهنّ أمهات المؤمنين. أما قرأت ذلك؟ لِمَ تسألني؟
أليس لك أخوات؟ أخواتك اللاتي ولدتهن أمك أو ضرة أمك أو من الرضاع. الكلام بدون نظر جائز, صوت المرأة ليس حراماً, فإذا سألت شيئاً بدون كشف الوجه لا يضر، أما إذا كشفت وجهها, أو أنت تدرِّس وهي طالبة بدون تستر, عليك أن تحفظ دينك.

أنا أريد أن ألتزم بتعاليم الشريعة، وأتوب من كل ذنب، وأريد أن أصل لأقوى مراحل الإيمان ؟
سؤالك جيد, لكن الوصول إلى أقوى مراحل الإيمان مشهور عند أهل التصوف.
اطلعي على شرح العقيدة الطحاوية للغنيمي، ولا تقرئي شروح الوهابيين الذين ينكرون التوسل.
معرفة الله تعالى تثبت بطريقين:
الأول: تطهير القلب وتصفية الباطن.
و الثاني: طريق المتكلمين.
إذا طُهِّر القلب تأتي الواردات الإلهيّة، كما قال نجم الدين الكبرى في التأويلات النجمية.

ما هو السبيل للوصول إلى حقيقة الإخلاص؟
كيف يصل العبد إلى الصدق الحقيقي مع الله؟
كيف يكون المريد صادقاً في الطريق؟
نرجو منكم الدعاء سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي.
حقيقة الإخلاص أن تجرّد عبادتك من رؤية الخلق. حقيقة الإخلاص محلها القلب. إذا دخلت في العبادة عليك أولاً أن تصحح نيتك, بأن تكون عبادتك خالصة لوجه الله تعالى.
يقول أبو علي الدقاق - رحمه الله -: الإخلاص: التوقي عن ملاحظة الخلق, والصدق: التنقي من مطالعة النفس, فالمخلص لا رياء له, والصادق لا إعجاب له.
وقال الجنيد - رحمه الله -: الصادق يتقلب في اليوم أربعين مرة, والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة.
وذلك أن الصادق يفتش نيته, هل كانت حسنة ولوجه الله, ويحاول أن يجرد عبادته لله تعالى، أما الآخر فلا يهمه ذلك.

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المميز. أما بالنسبة لسؤالي:
هل تعتبر مخالفة شيخ الطريقة في أمرٍ من الأمور مخالفة للشرع؟ علماً أنه طلب مني أن أتوقف عن إتمام دراستي الجامعية، بدعوى حرمة الاختلاط، علماً أنني فتاة متحجبة، ومحافظة على نفسي والحمد لله.
نعم، إذا كان شيخ الطريق موافقاً للشريعة, ولا يتكلم إلا موافقاً للشريعة, فمخالفته مخالفة للشرع.
ثم إني لا أعتمد على قولك أنك محافظة, وإذا صدَّقتك أنك محافظة, فالذين يطلبونك ليسوا محافظين. وإذا تركتِ الجامعة فإنك لا تتركين الدين, بل تتركين مخالفة الدين.
أنت لست مجتهدة في الدين, أنت تعرفين بعض علوم الدين, وتعرفين أن تنقلي لأمثالك, لكن ليس لازماً لك أن تبيعي نفسك حتى تستكسبي شهادة.
تفكري - بالله عليك – أيهما أفضل؟ عليك أن تحكمي.
عليك أن تخلصي من هؤلاء الفسّاق, أكثرهم فسّاق.
نحن لسنا ضد العلم, بل ضد ما يخالف الشريعة.
السلام عليكم.
كيف يكون الخشوع في الصلاة؟ وجزاكم الله كل خيراً.
عليك أولاً أن تصحح نيتك لوجه الله تعالى, وقل لنفسك: هذه مناجاتك مع ربك. فإذا دخلتَ في الصلاة التي هي ركن دينك وديننا تَفَكَّرْ في معاني المقروء, حتى تخلص إن شاء الله.
إذا صحت النية أولاً, إن شاء الله لا تضرك ولا تضرنا الوساوس.

كيف يقوي المريد استقامة القلب؟
قال تعالى: (فاستقم كما أمرت), على المؤمن أن يتفكر بما أُمر به, أُمرنا بالشريعة المحمدية وبالسنة النبوية, وأُمرنا بترك المناهي، وأمرنا بالتعاون على البر والتقوى, هذه هي الاستقامة.

أنا من أفراد الطريقة الشاذلية، من مريدي الشيخ أحمد - حفظه الله -، أسأل:
كيف للمريد أن يقوي صلته بالشيخ؟
لا بد أن تأخذي بتوجيهاته. أولاً: عليك أن تتمسكي بالشريعة والسنة النبوية, ثم تذكري الله كثيراً, إلى أن يحصل لك ثبوت قلبك على المذكور.
في البداية يشرد قلبك عن الذكر, وبعد ذلك يثبت على الذكر ولا يشرد. واقرئي القرآن الكريم, وتجنبي عن المنهيّات؛ من الغيبة والنميمة وسوء الظن.
أكثر النساء مبتليات بهذا. هذا لا يليق بالمسلم ولا بالمسلمة. إن شاء الله تكونين جيدة، لكن لا تطلبي شيئاً من ربك مقابل عبادتك, حتى لا تكون معلولة, فالعبادة المعلولة غير مقبولة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي أنا من حلب، والحمد لله أنني من أتباع الطريق، وبعد معاناة مع زوجي بفضل الله أصبح في طريقتنا، ولكني الآن أعاني من بناتي، فإنهم يقولون لي: أن علي كرم الله وجهه قال: (لا تجبروا أبنائكم علي أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).
أ‌) فهل هذا القول صحيح؟
ب‌) وماذا أفعل لكي أجعلهم يسلكون طريقي ومشربي
ويكونون مع الشريعة والسنة السنية بحذافيرها؟
أ‌) هذا القول صحيح فيمن كان زاهداً, فلا يلزم أن يجبر أولاده أو أهله على هذا.
ب‌) بالنصيحة , وبذكر ما بعد الموت.
بعض أوليائنا (بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله) يقول: كنت في السجن, نظرتُ من خلال الشبك إلى البر, فرأيت بنات المدارس يذهبون إلى المدارس وهنّ يرقصن ويضحكن, فحصل لي حزن شديد على بنات المسلمين, فبكيت, وقلت في نفسي: هؤلاء بنات المسلمين, إما أن يَمُتْنَ قبل سن الخمسين, ويشعل عليهم القبر ناراً، وإما أن يَعِشْنَ بعد سن الخمسين, وتنخني ظهورهن, وتشوَّه وجوههن, لكنهن الآن لا يفهمن.
النساء سلاح بيد الكفار, قال تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيراً) أي: يعين الشيطان في مخالفة الرحمن.

كيف أقوي جنود الروح على جنود النفس والشيطان؟ جزاكم الله خيراً. ؟
إذا أردت أن تقوي روحك على نفسك , عليك أن تقطع علاقة روحك بالنفس, وتقطع طمع النفس بالروح، يعني، بالمعنى الواضح: لا تتبعها.
وإذا استفتت منك النفس الأمارة فلا تعطِها الفتوى, تقول لك: أنت جائع... أنت مريض .. وهكذا, خذ بالعزائم.
فإذا قويت الروح, تطلب محلَّها الذي جاءت منه, وهو جوار الله تعالى.
والنفس إذا دخلت أولاً في الجسد تستأنس بالروح, فإذا لم تطعها الروح تكون هي مجبورة ومضطرة على اتباعها.
إذا لم ترضَ الروح باتباع النفس عليها أن تقوي جنود الروح على جنود النفس. جنود الروح: ذكر الله وقراءة القرآن والصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم, إن شاء الله بذلك تستريح, لكن هذا ليس سهلاً. كما قال البوصيري: من لي برد جماحٍ من غوايتها كما تُرَدُّ جِماح الخيل باللُّجُمِ

أثناء حلقات الذكر يقوم الكل بالوقوف، ثم حركات فيها اهتزازات بصفة جماعية، فما صحة هذا السلوك شرعاً؟
لا نقول: الذكر القيامي ليس جائزاً, لكن يمكن أن يتجاوز الحد المباح، ويدخل في الرقص.
بعض العلماء ينقدون, أما نحن فلا نقول ليس جائزاً, لكن لا نصوِّبه في هذا العصر, لأنه يكون سبب نقد العوام. قَطْعُ لسانهم أحسن.
وعلى كل واحد من أفراد حلقة الذكر قائماً, أن لا يتجاوز حد الذكر إلى حد الرقص. لكننا لا نعتمد على ذلك, لأنهم يقعون في الخطأ.
الأخذ بالعزائم أفضل.

السلام عليكم وعلى ساداتنا الشاذلية الكرام.
أريد أن استفسر فقط عن:
‌أ) ماهية الذكر في الطريق الشاذلي؟
‌ب) ولماذا يختلف الشاذلية في المغرب وفي سوريا في طريقة الذكر؟ ففي سوريا يذكرون الله غالباً بصيغة (إيه.. إيه ) مع نفس عميق، فان قلت لي أن السادة الشاذلية يقصدون بذلك ذكر صيغة الاسم المفرد (الله) فمع الاستغراق في الذكر أو مع سرعته تؤول لأن تصبح كما ذكرت (إيه..) قلت: هذا يكون فقط لأحوال الغارقين في الذكر، وغير المتواجدين بنفس الوقت، فلا تكون هذه الصيغة إذن من بداية الذكر كما يفعل السوريون..فعند أهل المغرب الشاذليين لا يفعلون ذلك بتاتاً.
‌ج) ماحكم السماع في طريقة الشاذلية .
ففيدوني بذلك من سيدي أبو الحسن الشاذلي ومن أسيادي الشاذلية الكبار، وأنا أحقَرُهم.
أ ) ماهية الذكر في الطريقة الشاذلية: التوحيد ( لا إله إلا الله ), مع هز خفيف للرأس بأربع حركات, وضرب لفظ الجلالة على القلب بقدر الإمكان. وإذا سألت عن العدد فلا عدد, بل كثرة، لأن القرآن ذكر الذكر بالكثرة.
ب ) إيه... إيه.. ليس توحيداً. بل لا بد من التلفظ بلفظ الجلالة. والذكر ثلاثة أنواع:
نوع بمجرد اللسان, ونوع بمجرد القلب, ونوع بالقلب واللسان.
الذي تسمعه من الذاكرين منحرفاً عن لفظ الجلالة, هم لا يقولون هكذا كما تسمع. وإذا كانوا لا يلفظون لفظ الجلالة بشكل صحيح, جميع العلماء ينقدون عليهم. عليهم أن يقولوا الله, الله...
ج) ما وجدت، وكذلك الإمام السيوطي - رحمه الله - يقول مدافعاً عن الإمام الشاذلي, يقول لا سماع في طريقة الشاذلي.
لكن حكم الإنشاد ليس حراماً ولا مكروهاً ولا فائدة فيه. وإني سمعت الشيخ عبد القادر عيسى - رحمه الله - في المدينة المنورة, يقول: لا تستمعوا إلى المنشد، فتبتعدوا عن المذكور.
على كل حال, فائدة الإنشاد: إذا وجد شوق واشتياق في قلوب الذاكرين الحاضرين، فالإنشاد يحرك ذلك الاشتياق. أما إذا لم يوجد في قلوب السامعين شيء فليس في الإنشاد فائدة.


ما هو علم اليقين؟ وما هو حق اليقين؟ وما هي حقيقة الذكر؟
علم اليقين في درجات الإيمان أضعف من عين اليقين.
علم اليقين يمكن أن تدخل فيه الزندقة, سبب ذلك أن صاحب علم اليقين يقرأ الكتب ويعتمد عليها, ولم يثبت الاعتقاد في روحه وفي عروقه وفي دمه، و لذا فإنه يمكن أن ينحرف.
أما صاحب عين اليقين فإنه محفوظ, لأنه يرى بعينه.
و حق اليقين فوق عين اليقين.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدي الفاضل:
تجاوزت الأربعين من العمر، وشارفت على الخمسين. فيما مضى كنت عاصياً بجميع أنواع المعاصي، ومنذ عشر سنين تركت هذه المعصية الكبيرة من فعلها، لكن مازالت موجودة في الذاكرة والنفس بقوة معظم الوقت، مع العلم أنني ملتزم بالاستغفار والصلاة على الرسول وذكر لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر لا الله إلا الله وحده لا شريك له، كل ذلك مئة مرة صباحاً ومساءً، لكن ما زلت في غفلة وشهوة وانقباض وضيق، وأشعر باكتئاب شديد. هل من كان في عمري وما كان منه من معاصي هل يرجى منه خير وقد شارفت رحلة العمر على الانتهاء؟ وهل دخل هذا الطريق من هو مثلي، أي ما كان منه من جرأة على حدود الله ومعصيته؟
أرجو من فضيلتكم الإجابة بشكل صريح قدر الإمكان والمساعدة في ذلك.
عليك أولاً أن تندم مع التوبة والاستغفار, وأن ترجع إلى ربك بالذل والاستحياء مما حصل معك من الغفلة والمخالفات.
بعد هذا اقطع على نفسك وعداً بأن لا ترجع إلى المعاصي مرةً أخرى.
و لا تكن من القانطين: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله, إن الله يغفر الذنوب جميعاً), لكن مغفرة الذنوب جميعاً مقيدة بالتوبة. وشرط التوبة أن تكون مع الندامة, عندئذٍ تكون مقبولة إن شاء الله تعالى.
أما دخولك في الطريق, فإن أكثر القرى والبلاد فيها طرق, فاختر أحد الطرق, وبايع أحد المأذونين أو وكلائهم. نرجو الله أن يعفو عنك وعنا جميعاً.
و بعد دخول الطريق, إذا وجهوك إلى أية طاعة من الطاعات عليك أن تفعل.
و أما المعاصي فعليك أن لا تُشهد عليها أحداً, فتقول فعلت كذا وكذا. والله تعالى يعلم.

سيدي! بارك الله بكم، ورزقنا الله النفع منكم.
لقد اطلعت على الإجازة فسررت أن في هذا الزمان يوجد من وصل إليه سند سيدي أحمد العلوي. وسؤالي لكم:
‌أ) هل ولاية الأولياء الكمَّل من حيث مراتب الترقي هي على قدم ولاية الصحابة الكرام؟
‌ب) هل لأهل البيت النبوي مزية على غيرهم تنفعهم يوم القيامة؟
‌ج) هل هناك آداب مطالبين بها مع أهل البيت النبوي؟
أ) بل كل واحد من الأولياء - لا نعد أنفسنا من الكُمّل - على قدم واحد من الأنبياء.
طريقتنا الشاذلية, في هذه القطعة المتصلة بالشيخ عبد القادر عيسى - رحمه الله - على قدم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام, فطريقتنا خليلية.
إذا ثبت هذا، فبطريق الأَوْلى-: يكون الأولياء موافقين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ونبينا على قدم سيدنا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
ب) يوم القيامة حساب هذه الأمة على وفق الشريعة والسنة النبوية, أما مزية أهل البيت فهذه نَسَبيَّة, ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة فاطمة - رضي الله عنها -: (اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً).
أما التفاضل بين الصحابة والآل غير الصحابة، فإن الصحابة أفضل من الآل من غير الصحابة.
ج) لابد أن نحترمهم مهما أمكن, ما لم نرَ منهم كفراً بواحاً.

السلام عليكم.
‌أ) كيف أتخلص من الوساوس؟
‌ب) كيف يكون القلب في حضرة الله عاكفاً؟
‌ج) سمعت د. سعيد البوطي يقول أن الوجه ليس عورة، ولا يجب تغطيته. وأحببنا التأكد من حضرتكم.
أ) الوسواس نوعان: نوع اعتقادي, والخلاص منه بالاستعاذة بالله تعالى, وعدم مجادلة الشيطان. أما النوع الثاني فهو وسوسة في العبادات, يشكك هل توضأت؟ هل مسحت رأسك؟ هل غسلتَ رجلك أم لا؟
فهذه الأمور, إذا حصلت بعد أن انتهيت من الوضوء, لا تلتفت إليها, وإذا حصلت أثناء الوضوء فلا بد أن تكرر.
ب) معنى القلب العاكف: أن يكون تحت مراقبة الله تعالى, وإلا فإن روح المؤمن الكامل لا تصل إلى الذات, ولا يصل شيء من الذات إلى قلبه كذلك, لكن إذا كان تحت المراقبة: ربي معي, ربي يراني, ربي يراقبني, بهذا تقرب الصفات الإلهية من قلبه, فيثبت الإخلاص في العمل. والعمل إذا كان بدون إخلاص, بل للرياء والشهرة فإنه لا يعدُّ عملاً.
سُلّم الوصول إلى ربنا هو الإخلاص: (وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
ج) لا ننكر علمه, لكن لا نتبع هذا القول الذي صدر منه.
علماؤنا الفقهاء يقولون: وجه المرأة ليس بعورة إذا أُمن من الفتنة. هل توجد الفتنة أم لا؟ قطعاً توجد، هذا واحد. والثاني: القرآن الكريم يقول: (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب, ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ). هذا الكلام للصحابة الكرام مع أمهات المؤمنين, فكيف حال غيرهم؟ استفتِ قلبك.
لا ننكر علمه, يمكن أن تكون له وجهة لم تتبين لنا، لكن إذا سألته عن بناته فإنّهنّ كلهنّ يغطِّيْن وجوههن.
ما دام يحجّب بناته لِمَ لا يفتي بذلك لبنات المسلمين؟

كلما أحسست بالقرب من الله تعالى أنتكس.
هذا من عدم ثقتك بالمسائل المتعلقة بالاعتقاد. يُفهم من كلامك أنك مقلِّد, إيمان المقلِّد صحيح, لكنه أضعف من الإيمان الحقيقي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعبد الله كأنك تراه) هذا مقام الإحسان.
معناه: أنت تحس بالقرب وتنكس.
من يحس بالقرب, لو انحرفت الكائنات كلها عن الدين, هو يثبت.
أما أن حضورك مع ربك يثبت أحياناً, وأحياناً تحصل الغفلة، فهذا من الطبيعة البشرية, ولا يدل على ضعف الإيمان.
و إذا سترتْ الغفلة إيمان المؤمن فهو مؤمن, ولا يقال عن الغافل ليس مؤمناً, بل هو مؤمن. ارجع – إن شئت - إلى كتب الإمام الغزالي, خصوصاً: إحياء علوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي! هل هناك طريقة تساعدني على حفظ معلوماتي الدينية والمدرسية؟ حيث أنني طالب في الصف التاسع الإعدادي، وإنني أحاول الدراسة، ولكني أشعر بأنني أنسى، وغير متمكن.
أرجو الدعاء وأرجو إعطائي الدواء
اترك النظر إلى الأجنبيات, كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
و أخـبرنـي بـأن العلم نور و نور الله لا يُهدى لعاصي

السلام عليكم ورحمة الله.
سيدي! كيف يمكنني الوصول إلى الإيمان الحق والابتعاد عن المعاصي؟
كيف يمكنني الانتصار على نفسي السيئة والمحافظة على ذكري ووردي؟
أطلب منكم الدعاء لي بالصلاح بالدنيا والتفوق بالجامعة, بأن أكون من الأوائل في كل عام لأن أبي يدفع لي سنويا 100ألف سوري قسط جامعي.
الله تعالى بفضله وكرمه أرسل محمداً المصطفى صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً في آخر الزمان, وبه وبمجيئه ألغى جميع الأديان, وأرسل معه القرآن الكريم, وأمرنا أن نتبعه. فإن أطعناه نهتدي, وإن عصيناه نُعذَّب, إذا لم نتب ولم نرجع.
الإيمان الحق يكون باتباع القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
إذا أمكن لك ادخل في واحد من الطرق الصوفية, المتصلة بالسند الصحيح, وصاحب الطريق يوصيك بتطهير القلب, فإذا طُهِّر قلبك يصفى بعد ذلك باطنك, وبهذا تثبت لك المعرفة, وإذا حصلت لك المعرفة تخرج من الإيمان التقليدي إلى الإيمان الحقيقي, الذي تكون فيه تحت مراقبة الله جلَّ وعلا, ولا يقع في قلبك غير الله طرفة عين. أو تكون من أهل المشاهدة, أو من أهل الاستغراق. هذه درجات الإيمان.
و إذا دخلتَ الطريق - أي طريق كان, بشرط التمسك بالشريعة - عليك أن تسلِّم وتعتقد أن هذا الطريق متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذا قال الإمام الشاذلي - رحمه الله -: نحن نعرف ربنا بدون دليل, يعني يترقون بالتصفية والتطهير, فتحصل لهم المعرفة, فلا يحتاجون إلى دليل.

كيف يقوى اعتقادي بالطريق وبأهل الله؟ عندي اعتقاد بالطريق وبأهل الطريق،كيف أقوي هذا الاعتقاد؟
لا نعرف أي طريق وأي شيخ تقصد.
إذا كان متصلاً بالسند الصحيح.....
و إذا خُدعت بالمدَّعين, فعليك أن تخرج من التقليد.
أولاً لا بد أن تفتش حتى يثبت لك أن هذا الطريق متصل، فإذا ثبت هذا لا بد أن تسلِّم.
تسليمك للطريق دليله الشريعة والسنة النبوية, لا الكشف والكرامة.
الذين سلَّموا ويسلِّمون للإسلام تسليمهم بالاعتقاد, لا بالكشف والكرامة, لكن إذا جاهدوا أنفسهم يحصل لهم الكشف والكرامة.
فعليك أن تفتش أن هذا الطريق الذي تتبعه موافق للشريعة والسنة.
انتهت الأسئلة وجزى الله سيدنا الشيخ أحمد خير الجزاء وجزى الله من بذل جهداً في جمعها وكتابتها ونشرها خير الجزاء والحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.