مدونة لتزكية القلوب ،ودحر الشبهات عن التصوف الحق،الذي هو تحقيق مقام الإحسان ثالث أصول الإسلام.

الخميس، 15 أكتوبر 2009

اسئلة الإعتكاف عام 1430 للهجرة لسيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله (القسم الأول)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
هذه أسئلة أجاب عنها سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي مرشد الطريقة الشاذلية خليفة الشيخ عبدالقادر عيسى رحمه الله.أنقلها للفائدة العظيمة من موقع الطريقة الشاذلية الدرقاوية.
س: أجوبتكم في موقع الطريقة مرجعاً لكثير من الصوفية والمحبين عندنا، وسؤالنا لكم: هل دخول الطريقة استعداد فطري أو هي إكرام من الله واجتباء؟
كَوْنُ أجوبتنا مرجعاً، هذا من بركة الطريق وبركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل الله علينا، مع اتباعنا للصادقين.
أما جواب سؤالكم: فإذا كان المقصود بالطريق المسائل المتعلقة بمحبة الله تعالى، وتقوى الله عز وجل، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وإصلاح الشخص، فهذا ليس وهبياً، بل هو اختياري واجب، لكن ذلك لا يخلو من إحسان الله جل وعلا.
على كل حال: الدخول في الطريق واجب على كل مسلم، لأن الطريق هو العمل بالكتاب والسنة، وهذا واجب على المسلمين، كما قال الإمام الغزالي -رضي الله عنه -: الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
لا بد للمؤمن من أن يستعمل الجزء الاختياري الذي أعطاه الله إياه.

سيدي ! أبحث عن شيخ رباني، يوصلني إلى الله، يقرب الطريق، ويسهل ما صعب، حين يَكشف عن القلب وما حوى، فيعطيني الدواء، وذاك هو المبتغى، فهل بغيتي عندكم؟
نعم بغيتك عندي. لا نتكلم عن الكشف والكرامة، بل نتكلم عن الأخذ بالشريعة والسنة النبوية، وتطهير القلب، والتهيؤ للواردات الإلهية، حتى تحصل المعرفة بقدر الإمكان وبقدر الاستعداد.
التوجيه هكذا، لكن الهداية بيد الله، ليست بيدي ولا بيد من يَتَّبع.
أما طلبك لمعرفة الله تعالى ومحبته والإخلاص فهذا جيد. أينما كنت فالله يعطيك إن شاء الله.
الذي تطلبه ليس بيدك ولا بيدنا ولا بيد غيرنا، إنما هو بيد الله تعالى، لكن علينا استعمال الجزء الاختياري في مقتضى الإيمان، حتى نصل إلى المراقبة والمشاهدة والاستغراق.

النية برزخ بين العلم والعمل، فإذا كان العلم فاسداً فالنية أفسد والعمل أفسد. ما رأيك بهذا الكلام؟
النية إذا كانت خالصة لوجه الله: (إنما الأعمال بالنيات)، وإذا كان العمل خالصاً لوجه الله تعالى يدخل تحت أمر الله جل وعلا: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

أخاف من الموت كثيراً، ولا أحسن تدبر القرآن.؟!
يا أختنا الكريمة ! هذا الخوف ليس طبيعياً ولا دينياً ولا اعتقادياً.
كل من جاء إلى الدنيا - من عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى الآن - ذهب بعمله، ونحن كذلك نذهب، فلِمَ تخافين من شيء متعلق بإيمانك؟
أليس ملك الموت بأمر الله جل وعلا؟ فلا بد أن تنقادي لأمر الله تعالى، هذا واحد.
والثاني: رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) لأن ذكر الموت في أي شيء دنيوي يقلِّله. هذا نعمة، لأنه يحصل لنا بذلك التقدم إلى الآخرة.
عليك أن لا تهملي صلواتك المفروضة في أوقاتها المعلومة: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً)، واقرئي القرآن الكريم بالتدبر، فكما أن آية الموت تأتي، كذلك آية البشارة تأتي، قال تعالى: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)، أنتِ منهم إن شاء الله، فلِمَ تخافين ؟
عليك أن تستبشري بخروجك من هذه الدنيا الدنية الضيقة، التي لا تعطي أحداً مراده، بل يبقى مراده في صدره ويخرج من الدنيا، فكيف تتحسرين على هذه؟ الدنيا ضيقة لا تؤدي احتياج الإنسان، والعمر لا يكفي.
يا أختي المحترمة ! الموت جسر بين العبد والرب، يخلص به من هذه الدنيا ودغدغتها، ويصل إلى أرواح الصلحاء في عالم البرزخ، لا أقصد البرزخ الذي بين الدنيا والآخرة، كي لا نرجع، بل أقصد البرزخ المخصص في عالم المثال.
عليك أن تشتاقي إلى رؤية الله جل وعلا.
إن شاء الله أنتِ من أهل الجنة، وترين الله في الآخرة بعد دخول الجنة.
احذري أن تخدعك النفس والشيطان، ويقولان لك: كيف تخرجين من الدنيا؟
أولياؤنا يقولون: إذا مات الإنسان المؤمن تخرج روحه، وتذهب إلى عالم البرزخ، أي عالم المثال، وهناك تجتمع مع أهل البرزخ. إن شاء الله تكونين من الصالحات.
اذكري الله تعالى كثيراً، وإذا كان سنك كبيراً فاذكري وأنت مستلقية، وتفكري أن الله معك بعلمه أين ما كنت.
أظن أن لك والداً أو والدة أو أخوة أو زوجاً قد توفوا، ألا تحبين أن تلتقي بهم؟ محقق إنك تحبين، فإذا خرجت روحك من جسدك يُرفع بها إلى عالم الأرواح، عالم المثال، وهناك تتنعم وتتحرك بإذن الرحمن جل وعلا كما تشاء، وتلتقي بمن تشاء.
عالم البرزخ المثالي ليس كعالم البرزخ المخصص للكافر، الذي هو سجن له، يمنعه من الرجوع إلى الدنيا، ويعذب فيه إلى يوم القيامة.
عالم البرزخ للمؤمن نوع من الجنة، فكيف تخافين من الموت؟
نرجو الله تعالى أن يقوي إيمانك بالآخرة، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يشفعه ربنا فينا وفيك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السلام عليكم ورحمة الله. سؤالي: أريد أن أعرف عند ذكر لا إله إلا الله هل يتحقق الخشوع عند هز الصدر مع النطق بالهاء أم يتحقق بغيره، أي بالتفكر بالألوهية، وبأن الله معنا ويرانا؟
فأنا بصراحة لا أستطيع التركيز في الذكر عندما ألمح بعض المريدات تنتابهم حالة من الهز الشديد مع الذكر. وأرجوكم إذا كان الخطأ فيني أن تفيدوني ماذا أفعل.

الأمر الثاني حسن، نتفكر أثناء الذكر بأن الله معنا ويرانا، ومع هذا عليك أن تتلفظي بكلمة النفي وكلمة الإثبات، مع تسكين الهاء الأولى، فلا تقولي (لا إلهَ) بل قولي (لا إلهْ) (إلا الله). لفظ ( الله ) مثل الصمصام /السيف/، يقطع ما سوى الله جل وعلا.
ما معنى التصوف السلوكي؟ وهل هو لازم على كل مسلم؟
السلوك له شقان:
شق ضروري: وهو ما جاء من عند الله على مراد الله، وما جاء من عند رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مجملاً ومفصلاً.
علماء الشريعة - رضي الله عنهم - قائمون بهذه الأحكام الضرورية، ويدخل في ذلك علم التوحيد.
علم التوحيد يعتمد إما على تطهير القلب وتصفية الباطن، وإما على الأدلة الشرعية التي يقوم بها العلماء المتكلمون- رضي الله تعالى عنهم -.
أما الشق الثاني - وهو قسم التصوف السلوكي -: فهذا متعلق بالباطن، ويقوم به علماء التصوف، مع اعتمادهم على الشريعة والسنة النبوية؛ فهم بدون تركٍ وبدون فكٍّ عن الشريعة والسنة النبوية يقومون بتطهير القلب. وهذا يتشعب؛ فمنهم من يوجهون إلى الزهد، ومنهم من يوجهون إلى تطهير القلب حتى يحصل الإيمان بالمراقبة أو المشاهدة أو الاستغراق.
ليس عندنا وقت الآن لنبين لك هذه الأقسام، وإن أردت الاطلاع عليها فارجع إلى شرح جوهرة التوحيد للباجوري أو الصاوي.
الشق الأول قلنا: لا بد منه بالضرورة، والشق الثاني هو كذلك ضروري عند أهل الله، لأنه إذا لم يتطهر الباطن لا يستقيم الظاهر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن ترشدوني إلى كتاب يشرح العقيدة الصحيحة المعتمدة لدى ساداتنا العلماء، فأنا مقيم في المملكة العربية السعودية، وأسمع كلاماً كثيراً في العقيدة، لم آلفه ولم يقبله عقلي؛ مثل: إن الله في السماء، وإن له يداً ورجلاً، وإنه ينزل ويهرول ويمل، ولا أعرف كيف أرد على من يقول بهذا الكلام؟ فأرشدوني جزاكم الله خيراً.
عليك أن لا تجادلهم، عقيدة أهل السنة والجماعة: أن النصوص التي جاءت في القرآن الكريم تذكر اليد والجوارح كلها مؤولة، بتأويل أهل السنة والجماعة، لا بتأويلات أهل الضلالة. وأوَّلُ من أوَّلَ هم المفسرون.
اقرأ شرح جوهرة التوحيد للباجوري: وهو عالم فقيه شافعي المذهب، أو شرح الصاوي: وهو من علماء أهل السنة والجماعة كذلك، مالكي المذهب.
مثلاً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة النصف من شعبان: (...ينزل ربنا إلى السماء الدنيا...)، هذا النزول والمجيء والحركة والارتفاع كله مؤول، لأن هذه من صفات المحدَثات، والله تعالى منزه عن كل ذلك.
عليك أن لا تبيع اعتقادك بالفلوس في السعودية. عليك أن تحفظ اعتقادك، ولا تتبعهم، ولا تجادلهم. وأهل السنة والجماعة هناك كثير، فالْتَقِ بهم.

السلام عليكم مولانا أحمد. وجدت كثيراً ممن يدعي الإسناد والإجازة، من شيخكم القطب الكبير عبد القادر عيسى، ولكن قلبي يحدثني أنكم مَنْ صَحَّ سندُه.
ما حكم الشرع في المدعين؟
حكم الشرع أن نعتمد على السند الصحيح، بإجازة كل واحد ممن قبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدون إجازة صحيحة لا تصدِّق أحداً، لأننا إن صدقناهم نقع في الخيانة.

وهل سلوك الطريقة عند حضرتكم يتخلله عروج وخروج ولقاء وفناء وبقاء؟
نعم، هذا موجود في طريقتنا، ونحن لا نخرج عن آداب الطريق، وقد دخلنا في الطريق بهذه الأمور، لكن كل هذه الأمور متعلقة بالشريعة. والخلوات لها أصل شرعي، فهي مأخوذة من خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
وهل من بقي مدة ولم يحصل هذه الأمور دليل عدم صدقه؟ واستغفر الله من الإساءة، واطلب الدعاء.
لا، ليس هذا دليلاً على عدم صدقه، لأن الإنسان الذي يشتغل في الطريق ويحصل له حضور تام مع الله تعالى، لكن ليس له استعداد، فلم يُفتح عليه، يبقى سالماً. وهو أفضل من الذين تحصل لهم الكشوفات والمغيبات وغير ذلك. يعني: الدليل هو الشريعة والسنة النبوية؛ فمن كان مع الشريعة والسنة فهو سالم.
لا ننـزعج من أسئلة الطريق، فهذا حق الطريق وحق الشريعة والسنة.

سيدي ! أحيانا أجد الإقبال بكلي إلى الله
الله جل وعلا في كل أحوالك معك بعلمه، فعليك أن لا تنسى قرب علمه منك.
حضورك لا يهم، بل عليك أن لا تنسى قرب علمه منك.


في بعض الأحيان أشعر بالكسل والإهمال والتهاون في قراءة الورد، وأختصره إلى أقل ما يمكن، كمثل قراءة الفاتحة مرة واحدة.
أنتَ وعدتَ، وقلتَ: إني بايعت على أن أقرأ الأوراد الشاذلية. وأنت تعرف يقيناً ماذا يحصل لمن ترك البيعة.
سيدنا الشاذلي - رضي الله عنه - يقول: من ترك أوراده المعيَّنة يكون فاسقاً، فلا بد أن يتوب ويرجع، ويقرأ أوراده من جديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ ! أعرف أن طريقتكم هي أفضل الطرق للوصول لله عز وجل ونيل رضاه، وأشعر بقلبي يوماً عن يوم بعظمة الله عز وجل بداخلي، وأريد أن أكون ممن يعيشون لخدمة الإسلام، وابتغاء لمرضاة الخالق، لكن الظروف التي أنا فيها تمنعني من ذلك، فالجو المحيط بي لا يشجعني، إضافة أنه ما زال في قلبي حيرة من ترك الدنيا والإقبال على الله، وأحيانا أقنع نفسي بأن المهم أن لا يمسني عذاب جهنم، وأرضى بالقليل من عطاءات الله يوم الحساب، مع أني أفكر دائماً كيف أسعى وراء الدنيا، ولا أرضى بقليلها، وأنني سأرضى بقليل من كرم الله عز وجل في الآخرة، حتى إن صلاتي متقطعة، ويفوتني كثير من الفرائض.
سيدي أرجو أن تدلني على الطريق الذي يدخل في قلبي القناعة التامة (مع أني مقتنع)، ولكن بالأحرى الدافع لنبذ الدنيا، والإقبال على الله عز وجل.
أرجو الدعاء منكم سيدي
أرجو إرسال الجواب على الإيميل المذكور لكي لا يفوتني، وجزاكم الله كل خير
عليك أولاً أن لا تنسى الموت، فإنه يمكن أن يأتيك فجأة قبل أن تصل إلى بغيتك.
مادامت الدنيا مقدَّمة عندك على الآخرة فإنك بهذا تخالف قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (...فآثروا ما يبقى على ما يفنى). واذكر قول الله تعالى: "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"، فإذا لم تتعظ بكلام الله ماذا أقول لك؟
الموت يفكك عن الدنيا، فلا تغتر بخيالات النفس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أطلب منكم المدد حتى أتقوى على نفسي وشيطاني، علموني كيف أتخلص من أكدار هذه الدنيا، وأشكركم على هذا الموقع الجميل.
أوصيكم - مع المحافظة على الصلوات المفروضة في أوقاتها المخصوصة - أن تقرؤوا القرآن الكريم بالتدبر. وكلما مرت آية رحمة اطلبوا من الله، وكلما مرت آية عذاب استعيذوا بالله.
مع التفكر أنك تقرئين بين يدي الله تعالى، علماً أنه ليس له يد، وهو منـزه عن جوارح المحدثات، لكنه يسمع.
وأكثري من ذكر الله تعالى، فإن كانت طريقتك نقشبندية عليك أن تذكري لفظ الجلالة بذكر القلب، علقي لسانك بسقف فمك، وقولي بقلبك/ الله/، وتفكري أنه يسمع منك لفظ الجلالة.
وإن كنت شاذلية فأكثري من قول / لا إله إلا الله /، فقد قال بعض العلماء: ذكر / لا إله إلا الله/ توحيد، وهو أفضل من ذكر لفظ الجلالة / الله/.

السلام عليكم: إني أبحث عن مرشد كامل، هل الآن في الطريقة الشاذلية مرشد كامل يقتدى به في أمور السلوك والطريق إلى الله؟ أجيبوني بالله عليكم.
المرشد الكامل لا يكون بقولي ولا بقولك، كمالية الإنسان بالشريعة والسنة النبوية.
أنتَ تريد أن أمدح نفسي، فهذا ليس لائقاً، ولست أهلاً للمدح. لكن الإذن بالإرشاد ممن قبلي موجود، وأنا أعمل به بقدر ما رزقني الله جل جلاله من الإمكان.
وأرجو الله تعالى أن لا يسألني يوم القيامة عن المخالفات، وأن يحفظني في الدنيا عن مخالفة هذا الإذن.
المأذون في ضمان الله وضمان رسول الله وضمان أسياد الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سيدي ! نحن نحبكم، ولكن نحن مقصرون، فما العمل؟
واللهِ إني كذلك مقصر، نرجو الله تعالى أن يعفو عن تقصيرنا وتقصيركم، وقصورنا وقصوركم، وأن يعاملنا برحمته وبفضله لا بعدله.
لكن أنتم تعلمون آداب الطريق، فلا بد أن لا تتركوا أورادكم الصباحية والمسائية لأجل شؤون الدنيا.
ترك الأوراد المعلومة لا يكون سبباً لجلب منفعة الدنيا، بل على العكس يكون ضرراً.
عليكم أن تذكروا الله كثيراً، ولا تيأسوا من رحمة الله، لكنه قيَّد رحمته فقال: "إن رحمة الله قريب من المحسنين".

هل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء: (اللهم سخر لي روحانية وخدام بسم الله الرحمن الرحيم، ليكونوا لي عوناً ومطيعين ومسخرين في كل وقت وحين، لقضاء جميع حوائجي، بعد قراءة البسملة 1000مرة)؟
لا، ادعُ بالدعاء المأثور. والأدعيةُ المأثورة مشهورة ومعلومة.
وإذا أحببتَ أن يُقبل دعاؤك فادعُ بالاسم الأعظم، وهو لفظ الجلالة، بشروط الإجابة المخصوصة. من الشروط المخصوصة: أكل الحلال، والدعاء ما بين الأذان والإقامة، وفي ساعة يوم الجمعة (إما بعد العصر أو بين الخطبتين).
فإذا أراد الله أن يَقبل يَقبل، لكن الإنسان مأمور بالدعاء: (ادعوني استجب لكم)، هذا أمر إلهي قطعي، لكن قبول الدعاء متعلق بذات الله الكريمة جل وعلا، وليس متعلقاً
كيف يمكنني التخلص من النظر إلى ما حرم ربي؟
عليك أن تستحيي من ربك جل وعلا، فأنت تؤمن بصفات الله جل وعلا، إحدى هذه الصفات الجليلة (البصر).
بصر الله تعالى ليس كبصرنا، فهو منـزه عن بصرية الحوادث. بصريته جل وعلا دفعة واحدة، يرى كل ما في الكون، سواء تحت الجبوب ( الآبار )، سواء في القلوب، سواء في السماء، سواء في الأرض، وعلمه كذلك.
فإذا حصل لك ذلك بإيمانك قل لنفسك: ربك ينظر إليك، وأنت تنظر إلى الأجنبيات!
أولئك الأجنبيات إما بنات المؤمنين وإما زوجاتهم، والله تعالى يقول: "إنما المؤمنون إخوة"، فأنت تخون بزوجات إخوانك أو بناتهم.
أما إذا حصل لك نظرة أولى، فاستغفر الله تعالى، ونرجو الله أن لا تكون عليك، أما النظرة الثانية والثالثة فإنها عليك.

ما حكم إيصال زوجي بواسطة السيارة لأقربائي المحارم المؤقتة بالنسبة له أو غير المحارم أو حتى زوجات أصدقائه، مع العلم أن وجوههن لا تخلو من التبرج، ولباس بعضهن ليس له علاقة بالحشمة، مع أن زوجي يحرص كل الحرص على غض البصر؟ وسؤالي هو ما أسلوب من يطلب الورع في هذه القضية.
هذا خلاف الشريعة ولو كان قريب المسافة، لهؤلاء النساء ولزوجك كذلك. أما إذا كانت المسافة بعيدة فإنه بطريق الأَوْلى لا يجوز.
ما هو اسم الله الأعظم؟
اسم الله الأعظم - لا نقول بيقين - لكن اتفق أكثر العلماء على أن الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة / الله /، مستقلاً أو مرتبطاً بما بعده، كما في قوله تعالى: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم".
هذا هو أصح الأقوال عند أهل الحق: لفظ الجلالة، إما مرتبطاً بما بعده أو غير مرتبط. لكن بالتعيين لا نقول شيئاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله كل خير.
اعذرني على جهلي، ولكن أسأل فضيلتكم:
‌أ) هل وصى الرسول عليه الصلاة والسلام باتباع الطرق؟
‌ب) وماذا لو لم أتبع أحد الطرق؟ هل يُعدُّ هذا تقصيراً في العبادة؟ وهل هذه الطرق تدخل في مجال الدعوة لله عز وجل، وتكون هذه الدعوة لإصلاح النفوس والمجتمع الإسلامي وحسب وإنما لجميع الناس؟
‌ج) وهل جهاد اليهود أفضل أمن يعبد الله بعيداً, أم يعبدون الله بعيدين عن الحروب واعتذر لكم عن جهلي في أسئلتي.
وأسأل الله العلي القدير أن يهدينا ويهدي كل المؤمنين لمزيد من الإيمان والتقوى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أ‌) هذه الوصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا علياً رضي الله عنه، وأعطاه البيعة، وسيدنا علي أعطى أولاده وذريته، ومن هنا جاء طريق الشاذلية.
وهناك طريق آخر أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وهو أعطى لمن بعده.
وكل الطرق المتصلة في الدنيا جاءت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت حتى وصلت إلى سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني - رضي الله عنه -.
لا نعرف بأي شيء تعلق عقلك - ولو استعذرت عن جهلك -.
هؤلاء المأذونون من الجيلاني - قدس سره - إلى الآن، هؤلاء الأقطاب والأبدال والأولياء، كيف يوجهون المؤمنين إلى ما لم يوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم! معناه استعذارك حق.
ب) إذا تمسكت بالشريعة والسنة النبوية فأنت على الحق باتباع أهل السنة والجماعة.
أما إذا سألتَ عن النقص، فنقول لك: من عرف نفسه عرف ربه، وتطهير القلب ومعرفة الله تكون أكثر في الطرق.
لكن الإنسان المؤمن الموافق للكتاب والسنة يدخل الجنة بدون طريق، ولا يدخل الجنة بدون إيمان.
ج) لكل حال مقال؛ فإذا استولى الكفار على مملكتك صار الجهاد واجباً عليك، فرض عين عليك حينذاك أن تجاهد الكفار، أما إذا كانوا بعيدين عنك فإن الجهاد في حقك فرض كفاية.


سادتي القائمين على الموقع ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل الشيخ أحمد فتح الله الجامي - حفظه الله - يعطي بيعة محبة وتبرك أم بيعة عهد فقط؟ فلو كانت الأولى فأنا أطالبكم بها مأجورين.
الشيخ – حفظه الله – يعطي بيعة عهد فقط.
أما المحبة بين جميع من قال /لا إله إلا الله محمد رسول الله/ فهي شرط بين المؤمنين. كل من قال: لا إله إلا الله هو أخونا.
أما بيعة العهد فلا بد فيها من التربية، يعني أن يأخذ الإنسان بأمر من يبايعه، وإذا خالف الطريق يخرج.

إذا كان المريد محباً لشيخه، وطاعاتُه قليلة، هل يعتبر من المحبين لشيخه؟
إذا أدى الإنسان ما فرض الله عليه، وتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بقدر الإمكان؛ يعني: الإنسان يمشي في الأرض ويأكل وينام ويتزوج ويعامل الناس، فإذا كان في كل ذلك موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو متمسك بالسنة، ويعتبر من المحبين، بشرط أن لا ينقص في التمسك بالشريعة والسنة النبوية.
وإذا حصل التقصير في الفرائض يكون عاصياً، وإذا حصل في السنن يكون تاركاً للسنة.
عليه أن يأخذ بالعزائم بقدر الإمكان.

أ‌) هل لا بد لكل إنسان أن يتبع شيخاً مربياً؟
ب‌) وكيف يصل إليه؟
أ‌) كما قال الإمام الغزالي - رحمه الله -: الدخول مع الصوفية فرض عين. لأن الإنسان لا يطلع على عيوبه بنفسه، فإذا دخل الطريقَ يدلُّه شيخه على عيوب نفسه، وهو يتَّبعه، فإذا اتبعه وترك المخالفات لا يقول: إني تركت المخالفات، فيحصل الغرور، بل يقول: شيخي وجَّهني وأنا اتبعت، من فضل الله وببركة شيخي، فلا يغتر. هذه فائدة الطريق، وفائدة الشيخ المربي.
وكما قال الإمام الغزالي، فإن دخول الطريق فرض عين.
أما من يتكبر في نفسه – نعوذ بالله – وينـزعج ولا يرضى باطلاعه على عيب نفسه، فهذا خارج من البين.
ب‌) حق الشريعة أن الإنسان إذا أراد أن يصل إلى من كان من أهل الطريق أن يدور حتى يطَّلع عليه، فإذا اطلع عليه لا بد أن يراقبه، هل هو موافق للشريعة والسنة النبوية، ولا يوجِّه الناس إلى نفسه، بل يوجههم إلى الله؟ وهل يريد إصلاح المسلمين، ولا يمصُّ دماءهم، ولا تعدو عيناه إلى ما في أيديهم؟ فإن كان كذلك فهو موافق، عندئذ يتبعه.

كيف أعرف الشيخ المربي؟
تَعرف الشيخ المربي بموافقته للشريعة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسيرته بين المؤمنين، نقصد بسيرته: هل يوجِّه الناس إلى نفسه، أو مقصده أخذ ما في أيديهم؟ هذا كله مخالف، أم أنه يرجِّح إصلاح من يتبعه موافقاً للشريعة السنة النبوية؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي وأستاذي الشيخ أحمد فتح الله جامي! حفظكم الله ونفعني الله بكم.
سيدي ذكرتم في الدرر البهية، درة رقم (378):
إذا خلت القلوب من الموهومات والمعلومات، وخلى السر عن المعتادات والمعهودات، يرد الاسم الأعظم.
كيف يكون ذلك؟ وما هي الموهومات والمعلومات؟
نفعني الله بكم وحفظكم الله تعالى.
المعلومات: هي المعلومات الدنيوية، التي تتعلق بغير الله.
والموهومات: هي الأوهام، فإذا أغمض الإنسان عينيه يأتي على قلبه خيالات وأوهام، فإذا فتح عينيه لا يرى شيئاً.
ولكي تتخلص من هذه الأمور، عليك أن تربط قلبك بالله تعالى، حتى يثبت قلبك على الذكر. ومع وجود الشواغل عليك ألا تترك الذكر، فالذكر مع الغفلة أفضل من ترك الذكر.

السلام عليكم. سيدي ! إني عاجز عن شكركم، لأن مددكم وفيضكم عني لا ينقطع. واللهِ كلما وقعت في أزمة تنشلوني منها، كالأم التي تقود طفلها وتقوِّمه كلما يقع. وأراكم في منامي مرات كحالي، كلما أقصر أرى عدم الرضا منكم في المنام.
أجد أنكم معي دون تكلف، كملازمة الحديد للمغناطيس.
أبكي أحيانا لعجزي عن الشكر
أرجو المغفرة. والسلام.
واللهِ هذا المدد ليس من أحمد، بل هو من صدقك مع الطريق، لأن الأمور كلها مقيَّدة بأمر الله تعالى، فإذا جاء شيء من الله يوزَّع بقدر الصدق، فيأخذ كل واحد حصته بقدر صدقه. عليك أن تشكر الله تعالى.
كلما حصل معك بعض الأمور اقرأ الفاتحة لأهل النوبة، يعني: الأولياء الكُمَّل، المأمورين بقضاء احتياج المسلمين.
وإذا أردتَ الاتصال بنا فاكتب في هذا الموقع.

ما رأيكم بأن يسلك الإنسان إحدى الطرق‎ ‎الصوفية كالنقشبنديه العلية‎، أو الشاذلية، علماً أنه موجود هنا من يلقننا الطريقة، وما هي أصح الطرق وجزاكم الله خيراً.
الطريقة النقشبندية إذا كانت متصلة بالسند الصحيح فهي صحيحة, وإذا توفي الشيخ وسلّم الطريق لأحد أولاده, فإن كان موافقاً للشريعة والسنة النبوية فهذا جيد, وإلا فلا.
أما في الطريقة الشاذلية، فإنه ليس معيَّناً أن يعطي الشيخ لأولاده أو لمن يحبه, بل بحسب اجتهاده أو بالإشارات, يعطي لمن ثبت عنده.
وبالإجمال: كل الطرق صحيحة، إذا كانت متصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم, وموافقة للكتاب والسنة.

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز الاستنجاد بغير الله؟ قال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين).
نعم يجوز, لكن بشرط أن يعتقد يقيناً أن جميع الأمور المثبَتة والمنفية كلها متعلقة بالله تعالى.
فإذا كانت نيته أن الله تعالى يحب بعض عباده أكثر من بعض, ولذا فإنه يجعل واحداً من الأولياء واسطة بينه وبين الله تعالى، فهذا لا مانع منه.
وإذا شككت في موضوع التوسّل والاستمداد, فاقرأ كتاب /محق التقوّل في مسألة التوسّل/ للشيخ محمد زاهد الكوثري.
الذين يمنعون ذلك هم قسم من غير أهل السنة والجماعة, أما نحن فنتكلم عن اعتقاد أهل السنة والجماعة, فكما أنه في الآخرة توجد شفاعة - بعد الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام – للعلماء والصلحاء, فكذلك في الدنيا, الاستنجاد بهم جائز.
أهل السنة والجماعة لا يمنعون ذلك منذ القديم, أما إذا رأيت من يمنع الاستغاثة بالأموات، ويستشهد باستغاثة سيدنا عمر رضي الله عنه بسيدنا ابن عباس، فإن دليله واهٍ.
وقد قيّدنا أولاً بأن يعتقد أن كل شيء بأمر الله جل وعلا, لكن الذين يحبون الله ويحبهم الله, كما قال تعالى: ( يحبهم ويحبونه ), وقال أيضاً: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم..... رضي الله عنهم ورضوا عنه )، فهؤلاء - ما دام الله رضي عنهم - مقبولون عنده تعالى.
رضي الله عنهم بصدقهم, ورضوا عنه بإعطاء الإنعام الأخروي والدنيوي.

أ‌) كيف أعرف إذا كان الشيخ لا يدَّعي؟
ب‌) وما رأيكم بالطريقة الشاذلية اليشرطية؟
أ‌) نعرفه بموافقة الشريعة والسنة النبوية, فإنه من المحقق أن من اتبع شيخ طريق يطلع على أموره, ومن لم يدخل الطريق يعلم ممن هم في طريقته، ويسمع منهم, هل هو من أهل الادعاء أم من أهل الحقيقة.
ب‌) نحن بريئون من الطريقة اليشرطية، وهم بريئون منا.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي وشيخي الجليل ! أطال الله عمرك، الرجاء أن تبين لي إذا تكرمتم الفرق بين الحمد والشكر. وجزاكم الله عنا كل خيراً.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أحياناً يطلق الحمد على الشكر، وأحيانا بالعكس, لكن الشكر غالباً بمقابل النعم, أما الحمد فإنه ليس مقيَّداً بمقابلة النعم.
وإذا أردت التفصيل فارجع إلى كتاب: /نتائج الأفكار شرح الإظهار/ في علم النحو, فإنه في أول الكتاب يفرِّق بين الحمد والشكر.
أو ارجع إلى كتاب: /الجامي/ مؤلفه عبد الرحمن الجامي.
وكتب الفقه والتفاسير تبين ذلك أيضاً.
السلام عليكم
أ‌) ما هي الوسيلة لتعلم الطريقة الموصلة إلى الحقيقة؟
ب‌) ألا يوجد تعلم بدون معلم؟ وإلا فنورونا.
أ‌) بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. يا أخي الكريم! أنت لم تدخل الطريق, ولم تفهم معنى الطريق, فكيف أجيبك عن الطريقة الموصلة إلى الحقيقة؟
إذا وجدتَ خادم طريق متعلقاً بالكتاب والسنة، وتمسكتَ به، تصل إلى رضا الله.
رضا الله في الدنيا متعلق برسول الله, وبالشرع الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الإنسان موافقاً لذلك يكون سبباً لرضا الله عنه، وسبباً لخلاصه, كما قال ربنا جل وعلا: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.....)، هذا هو طريق الوصول إلى الله. يعني: الذي يتعلق بالشريعة والسنة النبوية يحصل له رضا الله تعالى.
الذي لم يدخل الطريق ليس لنا أن نقول له: افعل هكذا, ولا تفعل هكذا، أما بعد أن يدخل الإنسان في الطريق فإن خادم ذلك الطريق يأمره ظاهراً بأحكام الشريعة، التي كُلِّف بها المؤمنون, ويوجِّهه إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم, وإلى الأخذ بالعزائم قدر الإمكان. والحمد لله رب العالمين.
ب‌) إذا وجدتَ واحداً مأذوناً ممن قبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهذا دليل صحة هذا الطريق, والموصول بالموصول موصول، والذي يكون موصولاً بالموصول يخلص من الحظوظ النفسانية, لأن الإنسان لا يطَّلع على عيوب نفسه بنفسه, فلا بد له ممن يدله على عيوب نفسه. التعلم بدون معلم يمكن, فالعلم اللدني موجود، لكن مصدره التقوى. من اتصف بالتقوى يعلمه الله علم ما لم يعلم: (واتقوا الله ويعلمكم الله).

ما هو أصل هذه الطريقة؟ وما هي مرتكزاتها؟
قواعد هذه الطريقة: الأخذُ بالشريعة والسنة النبوية, ومن قواعدها العملية: الأخذ بآداب أسيادنا, من قراءة القرآن, وكثرة الذكر, وترك المناهي, والتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله, والأخذ بالعزائم.

أ‌) هل انشغال القلب والفكر بالموت وما بعد الموت دائماً - مما يشعرني باليأس في بعض الأحيان - ممدوح أو مذموم؟ وما هو العلاج؟
ب‌) من المعلوم أن الزوجة لها دور كبير في مساعدة زوجها على طاعة الله، فما هو العلاج إذا كانت الزوجة هي سبب المشاكل في الأسرة؟ وخاصة إذا كانت تكذب على زوجها، ولم يعد الزوج يثق بزوجته.
أ‌) يأسك مخالف لتفكرك في الموت وما بعد الموت. هل يأسك من عملك، أم يأسك من رحمة الله جل وعلا؟
الأول: لا بد له من توبة واستغفار ورجوع إلى الله تعالى.
أما الثاني: فلا تقنطوا من رحمة الله.
تفكرك في الموت وفيما بعد الموت لا بد أن يقوي إيمانك, وأنت تقول: يسبب اليأس. هذا ضد هذا. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا ذكر هاذم اللّذات ).
الآن في هذا المجلس يوجد من يعرفك, قالوا: هو مجاز من كلية الشريعة, فهل وجدتَ في الكتب أن التفكر بالموت مذموم, هذا شيء ما قاله الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب) إذا لم يعتمد الزوج على زوجته, ولم تعتمد الزوجة على زوجها، تكون الحياة فيما بينهم جهنمية, لكن تحمُّل أخلاق النساء من شؤون الرجال الكُمَّل, كلما تحمَّل أخلاقها يُثاب على عمله وعلى أخلاقه, غيرَ موضوع الخيانة, فإذا ما حصل للزوج شك في خيانة زوجته وتحمَّل ذلك ينقص إيمانه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الانتساب إلى الطرق أمر واجب على المؤمن والمؤمنة، أم هو من باب الاستحسان؟ و جزاكم الله خيراً. و السلام.
إذا قلنا: إن الذي يدخل الطريق يتمسك بالشريعة والسنة النبوية, ويهرب من المنهيات التي حرمها الله والتي حرمها رسول الله بالكلية, فهذا واجب على كل مسلم, وليس من المستحسنات.
وأما إذا أراد الإنسان أن يكون - مع هذا - عبداً شكوراً خالصاً لله تعالى, فإن عليه أن يتبع طريقاً موصولاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وخادم ذاك الطريق موافق ومعلق بأمر الشريعة والسنة النبوية, ويوجِّه من يتبعه إلى الله لا إلى نفسه, ولا يجعل الطريق آلة لحطام الدنيا. وهذا أيضاً واجب، حتى إن بعض العلماء يقولون: الدخول في الطريق فرض عين, لأن الإنسان لا يطَّلع على عيوب نفسه بنفسه.
يتبع إن شاء الله ببقية الأسئلة في المقال التالي