مدونة لتزكية القلوب ،ودحر الشبهات عن التصوف الحق،الذي هو تحقيق مقام الإحسان ثالث أصول الإسلام.

الأحد، 30 نوفمبر 2014

زيارة قبر رسول الله عليه الصلاة والسلام وقبور المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه:

زيارة قبر رسول الله عليه الصلاة والسلام مستحبة شرعا  وهي ليست خاصة ببلد دون بلد بل هي عامة لجميع المسلمين .
ويدل على مشروعية زيارة رسول الله عليه الصلاة والسلام بمجيء قبره الكتاب والسنة والإجماع وفعل الصحابة رضي الله عنه.
ولا يمكن أن يعمل المسلم هذا الأمر الشرعي إذا كان يبعد عن المدينة مسافة سفر إلا بالسفر ،ولذا كان الصحابة ومن أتى بعدهم من المسلمين يعملون بذلك على مر السنين إلى يومنا هذا .
وهذه بعض الأدلة على استحباب زيارة قبر رسول الله عليه الصلاة والسلام.
 الدليل الأول :الإجماع: قال القاضي عياض المالكي رحمه الله تعالى في كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى عليه الصلاة والسلام 2/71 ( و زيارة قبره صلى الله عليه و سلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها و فضيلة مرغب فيها . انتهى

 وقال الإمام الوزير ابن هبيرة الحنبلي في الإفصاح 1 / 297 ( واتفقوا على استحباب زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما المدفونين معه ، وندبوا إليه ) اه
 وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/66 : (زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع ) اه

 ثانيا : الآيات من القرآ ن الكريم : ومنها قوله تعالى في سورة النساء ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ... ) قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده، ويسألوه أن يستغفر لهم، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم، ولهذا قال: { لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا }وقد ذكر جماعة منهم: الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه "الشامل" الحكاية المشهورة عن العُتْبي، قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه ... فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ... نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه ... فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ... ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.انتهى بتمامه من تفسير ابن كثير.

وكذلك ذكر القصة الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية . وساق الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور عند تفسيره لهذه الآية في سورة النساء الكثير من الأحاديث والآثار التي تحث على زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي معجم الامام الطبراني 9/220 : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي 7/71 : (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة

 ثالثا : الأحاديث الواردة : فمنها ماجا في سنن الترمذي في باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور بسنده عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة "وفي الباب عن أبي سعيد وابن مسعود وأنس وأبي هريرة وأم سلمة قال أبو عيسى حديث بريدة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بزيارة القبور بأسا وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحق . انتهى كلام الإمام الترمذي.

ولا شك أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل في الأمر بزيارة القبور وكذا الصحابة وجميع الصالحين رضي الله عنهم

 وكذلك الأحاديث الواردة :في خصوص زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم وهي من فضائل الأعمال التي جاءات النصوص بالترغيب فيها فمن الأحاديث الشريفة:

 عن عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من زار قبري- أو قال: من زارني- كنت له شهيدًا- أو شفيعًا- ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله- عز وجل- في الآمنين يوم القيامة". قال الحافظ البوصيري في اتحاف الخيرة حديث رقم[2691]:رواه أبوداود الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي، ورواه البزار بزيادة طويلة، ورواه البيهقي وقال: إسناد مجهول، وله شاهد من حديث سبيعة رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بسند صحيح.انتهى ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما : في المعجم الكبير 12/291 الأوسط 5/16 عن ابن عمررضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" : من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة " اه
قال السبكي في شفاء السقام ص 16 : صححه ابن السكن

 ومنها:في سنن الدارقطني 2/278 " عن رجل من آل حاطب عن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي " قال الحافظ الذهبي : طرقه كلها لينة لكن يتقوى بعضها ببعض لأن ما في روايتها متهم بالكذب قال ومن أجودها إسنادا حديث حاطب ) انتهى

 ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنه: في سنن البيهقي5/246 عن عبد الله بن عمر قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي" قال الحافظ الهيثمي 3/666 : ( رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حفص بن أبي داود القارئ وثقه أحمد وضعفه جماعة من الأئمة ) اه

 وحديث ابن عمر أيضا : ففي سنن الدارقطني 2/278: (عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي ) اه وهذا الاِسناد صحيح، رجاله ثقات، بلا خلاف، وإنّما وقع الكلام في عبيدالله بن عمر، وهو ثقة أيضاً، غير أنّ بعضهم رواه عن عبدالله، أخي عبيدالله، وهو دون أخيه، وبهذا تمسّك من ذهب إلى تضعيف الحديث.غير أنّ الثابت في جميع نسخ سنن الدارقطني «عبيدالله» مصغّراً، وهكذا رواه الدارقطني في غير السنن أيضاً .

ومنها حديث أنس رضي الله عنه : ففي شعب البيهقي 3/489 : " عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة " اه وفي 3/490 بلفظ ( من زارني محتسبا في المدينة كان في جواري يوم القيامة )اه وفي تلخيص الحبير 2/267 : ( عن أنس أخرجه بن أبي الدنيا في كتاب القبور قال نا سعيد بن عثمان الجرجاني نا بن أبي فديك أخبرني أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي عن أنس بن مالك مرفوعا من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة وسليمان ضعفه بن حبان والدارقطني ) اه

وقد صحح أحاديث الزيارة بمجموع طرقها طائفة من أهل العلم قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير 2/267 : طرق هذا الحديث كلها ضعيفة لكن صححه من حديث ابن عمر أبو علي بن السكن في إيراده إياه في أثناء السنن الصحاح له وعبد الحق في الأحكام في سكوته عنه والشيخ تقي الدين السبكي من المتأخرين باعتبار مجموع الطرق ) اه وفي المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي ص684: قال الذهبي : طرقه كلها لينة لكن يتقوى بعضها ببعض لأن ما في روايتها متهم بالكذب قال ومن أجودها إسنادا حديث حاطب .انتهى

رابعا فعل الصحابة: فمنه :أثر الخليفة الراشد سيدناعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن عساكر عن علي قال ( من زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جواره ) وفي إسناده عبد الملك بن هارون قال الإمام أحمد: عبدالملك ضعيف كما في ميزان الاعتدال للذهبي.

 وقصة سيدنا بلال :رضي الله عنه: ففي تاريخ دمشق لابن عساكر 2/256 عن أبي الدرداء قال لما دخل عمر الشام سأل بلال أن يقره به ففعل ...ثم إن بلالا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني فانتبه حزينا وركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه ... ) اه وذكر القصة المزي في التهذيب في ترجمة بلال وقال السبكي في شفاء السقام ص 39 : ( روينا ذلك بإسناد جيد ولا حاجة إلى النظر في الاسنادين اللذين رواه ابن عساكر بهما، وإن كان رجالهما معروفين مشهورين ) وذكره السمهودي في وفاء الوفاء 2 /408 وقال : سند جيد ) وقال الشوكاني في نيل الأوطار3/105: وقد رويت زيارته صلى الله عليه وسلم عن جماعة من الصحابة منهم بلال عند ابن عساكر بسند جيد .
و كان فعل بلال رضي الله عنه بمحضر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير نكير بل باستحسان منهم انظر اُسد الغابة 1 : 307 ـ 308، ترجمة بلال بن رباح، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة بلال أيضاً، وفي ترجمة إبراهيم بن محمد الاَنصاري، انظر: مختصر تاريخ دمشق 4 : 118 و 5 : 265، وتهذيب الكمال 4 : 289|782.

 ومنهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أاتفق الحاكم والذهبي على صحة الخبر المروي في زيارة أبي أيوب الاَنصاري قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيام ولاية مروان على المدينة، أي قبل سنة 64هـ، إذ أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر، فأخذ مروان برقبته، ثمَّ قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه، فإذا أبو أيوب الاَنصاري، فقال: نعم، إنّي لم آتِ الحَجَر، إنّما جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آتِ الحَجَر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله» صححه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 4 : 560|8571، والذهبي في التلخيص على المستدرك وهو مطبوع في حاشية الصفحة.

 أثر عمر وكعب الأحبار : في فتوح الشام : ( لما صالح عمر أهل بيت المقدس وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح عمر بإسلامه قال له عمر رضي الله عنه : هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتمتع بزيارته فقال كعب : أفعل ذلك يا أمير المؤمنين فلما قدم عمر المدينة أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) اه من شفاء السقام ص 56

ومن التابعين: عمر بن عبدالعزيز استفاض عن عمر بن العزيز أنّه كان يبرد البريد من الشام ليسلّم له على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . نقل ذلك أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم النبيل، المتوفى سنة 280هـ في كتابه «المناسك» وقد جرّده من الاَسانيد ملتزماً فيه الثبوت.

 الرد على المعترضين :
 أولا: رغم اجماع المسلمبن على استحباب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنك تجد في زماننا من يقلد من خالف الإجماع ويزعم أن الإمام مالك كان يحرم الزيارة فلا إجماع ! وهذا غير صحيح قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ ادبا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب .

 ثانياً: لهم شبهة قائمة على فهم خاطئ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الاَقصى». فقال هؤلاء: هذا يعني أنّ السفر إلى غير هذه الاَماكن الثلاثة بدعة وحرام! وأنّ السفر بأي قصد غير قصد هذه الاَماكن الثلاثة تعظيماً، والصلاة فيها حرام!! وهذه الشبهة مردودة؛ أولاً: بالأدلة السابقة . 
↩ومردودة بالحديث الذي تمسكوا به نفسه. فالحديث يقول: «لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد». والاستثناء هنا يعود إما إلى المساجد، فيكون المعنى: لا يجوز شدّ الرحال لشيء من المساجد تعظيماً لها، إلاّ المساجد الثلاثة المذكورة في الحديث.. وهذا هو الراجح، لاَنه لا يتعارض مع أوامر الشريعة، فلو قلنا لايجوز السفر لأي مكان لأدى إلى سد باب السفر للتجاره وصلة الرحم وطلب العلم وغيرها وهذا يتعارض مع الشريعة وواقع السيرة النبوية الشريفة وسيرة المسلمين.

وكذلك لو قالوا أن المقصود هو تحريم السفر لبقعة بخصوصها إلا المساجد الثلاثة . فهذا كلام لا فائدة فيه لأن السفر ليس لأجل البقعة التي دفن فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام أو غيره من المسلمين بل السفر لزيارة المسلم المدفون في هذه البقعة .ومثله تماما السفر لمشفى من المشافي فهو ليس لأجل البقعة أو المكان بل لأجل المريض الذي يراد السفر لزيارته. .قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وقال السبكي الكبير ليس في الأرض بقعه لها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها غير البلاد الثلاثه ومرادى بالفضل ما شهد الشرع باعتباره ورتب عليه حكما شرعيا وأما غيرها من البلاد فلا تشد إليها لذاتها بل لزيارة أو جهاد أو علم أو نحو ذلك من المندوبات أو المباحات قال وقد التبس ذلك على بعضهم فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن في غير الثلاثه داخل في المنع وهو خطا لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه فمعنى الحديث لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد أو إلى مكان من الامكنه لأجل ذلك المكان الا إلى الثلاثه المذكورة وشد الرحال إلى زيارة أو طلب علم ليس إلى المكان بل إلى من في ذلك المكان . انتهى

 فائدة:اختلف العلماء في حرف لا الوارد في الحديث هل هي لا الناهية أو لا النافية والصحيح أنها لا النافية قال الإمام ابن قدامة في المغني: وأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تُشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد» فيحمل على نفي الفضيلة، لا على التحريم، وليست الفضيلة شرطاً في إباحة القصر، ولا يضرّ انتفاؤها. المغني 2 : 103. والمراد بنفي الفضيلة هو أن المساجد الاَخرى متساوية في الفضل، فلا معنى لتفضيل بعضها على بعض . وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في آداب السفر في كتاب احياء علوم الدين: القسم الثاني أن يسافر لاَجل العبادة، إما لجهاد، أو حج.. ويدخل في جملته زيارة قبور الاَنبياء عليهم السلام وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والاَولياء، وكل من يُتبَرّك بمشاهدته في حياته يُتبرك بزيارته بعد وفاته. ويجوز شد الرحال لهذا الغرض، ولا يمنع من هذا قوله عليه السلام : «لا تُشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الاَقصى» لاَن ذلك في المساجد، فإنها متماثلة بعد هذه المساجد..انتهى