مدونة لتزكية القلوب ،ودحر الشبهات عن التصوف الحق،الذي هو تحقيق مقام الإحسان ثالث أصول الإسلام.

السبت، 31 أغسطس 2013

سيدي الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه: هو الشيخ المربى الحجة المعتمد على الله , الناسك القدوة أبو العباس سيدي أحمد بن مصطفي بن محمد أحمد المعروف بالقاضى بن محمد , ولد بمدينة مستغانم بإقليم الجزائر , وأبوه هو الوالي الصالح الملقب بمدبوغ الجبهة بن الحاج على المعروف عند العامة بعليوة , ولهذا كانت تسميته ابن عليوة وجده غانم القادم من الجزائر العاصمة إلى حاضرة مستغانم بقصد السكنى بها ولا زال ما بقى من نسلهم معروفاً إلى الأن , وبيتهم بيت علم وصلاحٍ مشهور بالتقوى والرشاد. نشأ رضي الله عنه في طاعة الله وعبادته , وكان شغوفاً بالبحث عن أهل الطرق , ولقد انتسب بدايًة للطريقة العيساوية , اجتهد فيها أياماً عديدة مما زاده رغبةً واجتهاداً في طلبه , إلى أن حصل مقصده بلقائه بالشيخ الكامل الجامع الواصل سيدي الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدى رضي الله عنه فأخذ عنه الطريقة الدرقاوية وهو أخذها عن سيدي محمد بن قدور الوكيلى , المقيم بجبل كركر قرب عين زوره بالمغرب , وهو أخذها عن سيدي أبى عزة المهاجى عن كبير هذه الطائفة المشهور سيدنا ومولانا محمد العربي الدرقاوى رضي الله عنه , أخذ سيدي العلاوى الطريقة الدرقاوية عن شيخه البوزيدى رضي الله تعالى عنهم أجمعين ولازمة وتبعه وتفانى في تحقيق اشارته , إلى أن أطلعة على ما عنده واجتباه من سائر أصحابه , وصدره في حياته , وأشاع ذكره بين أحبابه , فظهر منه ما ظهر , من غوصه فى بحر الحقائق واخراجه الأسرار الغربية , وكشفه عن الدقائق , وفاق في طلب العلم , فحصل على الفائدة من الكتاب والسنة , وألف المؤلفات الكثيرة , وسلك فيها مسلكاً عجيباً فريداً , كان جميل العبارة , وأحتوى على بديع الإشارة , وخلف شيخه داعياً إلى الطريق لا يكل , ومنادياً إلى الحقيقة لا يمل , فشاع ذكره فى المشارق والمغارب , وعمت دعوته كل الجوانب , اذ كانت دعامات طريقة الكتاب والسنة كما هو ديدن السادة الشاذلية , وتطبيق أحكامها على الظاهر والباطن , فجاءت مطابقة ً لروح العصر , مما حقق لها النصر , وكثر أتباعها فى كل مكان . قرض الشعر رضي الله عنه , على غير استعدادٍ لصناعته , فنظم أرجازاً بديعة المعنى , جميلة المبنى , دلت على قوة معرفته , وصدق دعوته . ظل رضي الله عنه , رافعاً راية الجهاد , لرفع راية التوحيد , فى ظل أقسى الظروف المادية آنذاك , ألا وهو الحُكم الفرنسي في الجزائر , إلى أن ثبت للإسلام دعائم قويةً راسخهً , ورسم لأتباعه طريقاً نيرة ً واضحة , لا زالت تعج بالسائرين إلى الله ،زادهم الله من فضله وثبتهم على الحق إلى يوم لقاه. لقي رضي الله عنه ربه جل جلاله فى يوم الثاني من شهر ربيع الثاني سنة 1353 هجرية , فجزاه الله عن الأمة الاسلامية خير الجزاء .