مدونة لتزكية القلوب ،ودحر الشبهات عن التصوف الحق،الذي هو تحقيق مقام الإحسان ثالث أصول الإسلام.

السبت، 7 نوفمبر 2009

الأدلة الشرعية الدالة على سماع الأموات للأحياء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أنقل هذا الموضوع من منتدى الأصلين .وأنا على يقين من هذه الأدلة بمراجعة مراجع كثيرة من دوواين السنة الشريفة وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل النار موعد من كذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمداً.فنعوذ بالله أن نكذب عليه لأي غرض كان فإن أي كذب عليه لأي سبب كان فهو داخل في الحديث الشريف.
أدلة العلماء على أن الأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم حياة برزخية كاملة :
التوسل بالأنبياء والأولياء قائم على اعتقاد أنهم أحياء في قبورهم حياة أكثر كمالاً من الحياة الدنيا ،وأنهم يسمعون من يطلب منهم الإعانة ،وأنهم مجرد أسباب فقط ولكنهم من الأسباب النافعة بإذن الله تعالى .ولذا فلابد أن نبحث أولاً في تحقيق الأدلة الدالة على دعوى أنهم أحياء حياة برزخية ،وأنهم يسمعون .فنبدأ بذكر بعض أدلتهم على ذلك.
1ـ روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قليب بدر فقال :هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ ثم قال: أنهم الآن يسمعون ما أقول.
2ـ وفي رواية في الصحيح ( البخاري) : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فأنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفس محمد بيده ماأنتم بأسمع لما أقول منهم .
3ـ عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام ) رواه الحاكم في المستدرك ( 2/ 421) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الحافظ الذهبي ، وفي فيض القدير ( 2(479): رواه أحمد في المسند والنسائي وابن حبان والحاكم ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقال الحافظ العراقي : الحديث متفق عليه دون قوله سياحين.
4ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام ) رواه أبو داود وغيره وصححه النووي في رياض الصالحين وفي الأذكار ، وقال الحافظ ابن حجر : رجاله ثقات ، كما في فيض القدير . وقال الإمام السخاوي – يرحمه الله – بعد سرده الأدلة على عرض الأعمال عليه صلى الله عليه وسلم من صلاة و غيرها ما نصه:( يؤخذ من هذه الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم حي على الدوام وذلك أنه محال عادة أن يخلو الوجود كله من واحد يسلم عليه في ليل أونهار ، ونحن نؤمن و نصدق بأنه صلى الله عليه وسلم حي يرزق في قبره ، وإن جسده الشريف لا تأكله الأرض و الإجماع على هذا ، وزاد بعض العلماء ، الشهداء و المؤذنين، وقد صح أنه كشف عن غير واحد من العلماء و الشهداء فوجدوهم لم تتغير أجسامهم والأنبياء أفضل من الشهداء جزماً )انتهى.
5ـ عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم غماماً مقسطا وحكماً عدلاً ،فليكسرن الصليب و يقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن المال فلا يقبله أحد ، ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته )) قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8/211) : ( هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ).
6ـ في حديث أبي هريرة والسيدة عائشة وبريدة واللفظ له عند مسلم وغيره كما في تلخيص الحبير ( 2 / 137 (أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقول إذا ذهب إلى المقابر : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ،وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسال الله لناولكم العافية.) يقول ابن القيم: (فإن السلام على من لا يشعر ولايعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية) وهذا السلام والخطاب والنداء الموجود يسمع، ويخاطب، ويعقل، ويرد،وإن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى قريبا منهم شاهدوه، وعلموا صلاته، وغبطوه على ذلك) انتهى كلام ابن القيم كما في كتابه الروح.
7ـ قال الحافظ السيوطي (الحاوي 2/421): روى الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار و التمهيد من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله : (( مامن أحد يمر على قبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلِّم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام )) صححه الحافظ أبو محمد بن عبد الحق الأشبيلي. (وهو إمام في العلل ومعرفة الحديث كما في تذكرة الحفاظ للذهبي )(و أشار إلى صحة الحديث صاحب "عون المعبود " (3/370)
8ـ ومنها حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلاًعلى قبر فسمع من القبر قراءة ( تبارك الذي بيده الملك ) إلى آخرها ، فلما أصبح ذكرذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( هي المانعة هي المنجية ) . أخرجه الترمذي (280 ) وحسنه السيوطي.
9ـ ومنها حديث (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر أستغفرت لكم )) .قال الحافظ العراقي في (طرح التثريب ) ( 3 / 297) : إسناده جيد.وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد) (9/24) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . اهـ .وصححه السيوطي في الخصائص (2 / 281 ) ، وفي تخريج الشفا. انتهى

الرد على شبهات من ينكر سماع الأموات!
احتج من ينكر سماع الأموات للأحياء بقوله تعالى{ وما أنت بمسمع من في القبور }قالوا (فسماع الأصوات من خواص الأحياء فإذا مات الإنسان ذهب سمعه فلا يدرك أصوات أهل الدنيا ولا يسمع حديثهم قال تعالى{وما أنت بمسمع من في القبور}فأكد تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى ) انتهى وبهذا استدلوا على أن الأموات لا يسمعون الأحياء مطلقاً .وقالوا إن كل هذه النصوص الواردة في سماع الأحياء للأموات هي خاصة لاعامة ،فيقتصر فيها على خصوص السبب.!!
الجواب: أجاب العلماء بالتالي:1ـ لابد من إيراد الآية بتمامها بسياقها وسباقها حتى يتضح معناها فلا يجوز إيرادها مبتورة عن الكلام السابق والاحق لها فالآية كاملة هي {وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير }.فهذا تمام الآية ثم ننظر في معناها من خلال التفسير.ـ قال الإمام ابن جرير في تفسيره:يقول تعالى ذكره(وما يستوي الأعمى) عن دين الله الذي ابتعث به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم(والبصير) الذي قد أبصر فيه رشده؛ فاتبع محمداً وصدقه وقبل عن الله ما ابتعثه به(ولا الظلمات) يقول: وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان(ولا الظل) قيل: ولا الجنة(ولا الحرور) قيل: النار، كأن معناه عندهم: وما تستوي الجنة والنار، والحرور بمنزلة السموم، وهي الرياح الحارة.وقوله( وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) يقول: وما يستوي الأحياء القلوب بالإيمان بالله ورسوله، ومعرفة تنزيل الله، والأموات القلوب لغلبة الكفر عليها، حتى صارت لا تعقل عن الله أمره ونهيه، ولا تعرف الهدى من الضلال، وكل هذه أمثال ضربها الله للمؤمن والإيمان، والكافر والكفر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ثم أسنده عن عدد من الصحابة والتابعين.انتهى من تفسير الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى.
فإذن ليس في الآية ما يستدل به على أن أهل البرزخ لا يسمعون أهل الدنيا لأن الآية مُنصبة على معنى أخر وهو موت القلوب بالكفر والعياذ بالله.وقال ابن جرير:في تفسير قوله تعالى ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ) قال: الهدى الذي هداه الله به ونور له، هذا مثل ضربه الله لهذا المؤمن الذي يبصر دينه، وهذا الكافر الأعمى فجعل المؤمن حيا وجعل الكافر ميتا ميت القلب( أومن كان ميتا فأحييناه ) قال: هديناه إلى الإسلام كمن مثله في الظلمات أعمى القلب وهو في الظلمات، أهذا وهذا سواء؟.انتهى من تفسير شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري.وقال ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين وهم الأحياء، وللكافرين وهم الأموات، كقوله تعالى: { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها }. انتهى وقال: وقوله: {إن الله يسمع من يشاء } أي: يهديهم إلى سماع الحجة وقبولها والانقياد لها { وما أنت بمسمع من في القبور} أي:كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم، وهم كفار بالهداية والدعوة إليها، كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم.انتهى كلام ابن كثير بحروفه.فالمقصود هو سمع الهداية لا السمع الحسي .
3ـ أننا نعلم بالضرورة أن الكفار الذين كان يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسمعون سمعاً حسياً ولم يكن بسمعهم أي عائق يمنعهم من سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،ولذلك فليس وجه الشبه بين من في القبور وبين الكفار هو السمع الحسي بل هو سمع الاستجابة والهداية فقط ،فكما أن الميت لا يستجيب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام لأنه انتقل من دار التكليف إلى دار الجزاء فكذلك الكفّار لا يستجيبون ولا يهتدون إلى الإسلام.فالمقصود في الآيات هو سمع الهداية والاستجابة وليس السمع الحسي لأن السمع الحسي للكفار وللأموات ثابت بأدلة كثيرة.

4ـ إذا علمنا أن الآية التي استدلوا بها إنما هي في سمع الهداية لا السمع الحسي علمنا يقيناً لا شك فيه أنها لا تعارض الأدلة الكثيرة الدالة على سماع الأموات للأحياء والتي سقنا بعضاً منها .
5ـ أما دعوى أن جميع تلك الأدلة هي أدلة خاصة لأنها تعارض هذه الآية .فجواب ذلك :أنه قد سبق بيان أنه لا تعارض بينها ،وأن الآية ليس لها علاقة بالمسألة .والأدلة على عمومها في الدلالة على سماع الأموات للأحياء لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،والأصل هو بقاء العام على عمومه حتى يرد ما يخصصه ولا يوجد له مخصص يخصصه.

شبهة:قال المانعون :أن الميت في دار جزاء لا دار تكليف فلا يمكن أن يعاون الحي في شيء لأنه لا تكليف عليه في البرزخ؟الجواب:أن ذلك من باب النعيم والثواب لا من باب التكليف ،كما أن أصحاب الجنة يسبحون لله تعالى من باب التنعم لا من باب التكليف ،وكما أن الأنبياء يصلون في قبورهم كما في قصة الإسراء وكما أنهم نفعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بما أشاروا عليه في قصة موسى عليه السلام في تخفيف الصلاة،ونحو ذلك.فإذن ليس معاونتهم للحي من باب التكليف ،بل هم يفعلونه سائر الخير من باب التنعم لا التكليف .

مطلب في النقل عن بعض العلماء في مسألة سماع الأموات وحياتهم
1ـ قال ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور وأحوال أهلها على النشور:خرج النسائي وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر خروج الروح وقال في روح المؤمن ((فيؤتى به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألون ما فعل فلان ؟وما فعل فلان ؟فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا .فإذا قال :أما أتاكم ؟!!قالوا ذُهب به إلى أمه الهاوية )) قال محقق الكتاب أخرجه النسائي في المجتبى 4/8 والكبرى 1959وأبودواد 2389وابن حبان في صحيحه 3014والحاكم في مستدركه 1/504 والبيهقي في إثبات عذاب القبر .والحديث قال عنه الحافظ العراقي إسناده جيد وقال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 4/396ـ370إسناده صحيح ومن قبله الحاكم قال:إسناده صحيح.انتهى كلام المحقق ص61وفي هذا دليل على أن المؤمن حي حياة الأرواح وأنها تتزاور وتكلم بعضها وتحس بغيرها.

2ـ مطرف بن الشخير رضي الله عنه .قال ابن رجب في أهوال القبور ما نصه(وبإسناد صحيح عن أبي التياح قال كان مطرف يبدو فإذا كان يوم الجمعة أدلج فأقبل حتى إذا كان عند المقابر هوّم على فرسه فرأى أهل القبور قال:تعلمون عندكم يوم الجمعة ؟قالوا:نعم ،ونعلم ما تقول الطير .قال قلت :وما تقول الطير ؟قالوا:يقولون :سلام سلام يوم صالح.انتهى رواه عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابو نعيم في الحلية .وهو صريح في حياة الأموات حياة برزخية وبعلمهم بالأحياء ومخاطبتهم لهم بل يعلمون حتى كلام الطير فضلاً عن الإنسان .وقد صححه الحافظ ابن رجب كما في أهوال القبور ص166 ولم يكن أمر مستنكر عند السلف.
3ـ قال ابن القيم في كتابه "الروح" ( ص5-ومابعدها)المسألة الأولى: وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟قال ابن عبد البر ثبت عن النبي أنه قال ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا .وثبت عنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنهوقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.....إلى أن قال بن القيم :"ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم وكذلك السلام عليهم أيضا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية .وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردو إن لم يسمع المسلم الرد وإذا صلى الرجل قريبا منهم شاهدوه وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك"ا.هـ" وسئل الشيح تقي الدين ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 4/273 هل يتكلم الميت في قبره أم لا؟ فقال: يتكلم وقد يسمع أيضا من كلمه كما ثبت في الصحيح عن النبى أنه قال إنهم يسمعون قرع نعالهم وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيثبت الله المؤمن بالقول الثابت فيقول الله ربى والاسلام دينى ومحمد نبيي ويقال له ما تقول في هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول المؤمن هو عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه وهذا تأويل قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وقد صح عن النبى أنها نزلت في عذاب القبر....إلخ "ا.هـ انتهى
نقلته من منتدى الأصلين .