الذكر الجماعي
من رسالة اتخاذ الوسائل الى المقاصد الحسنة سنة حسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
لقد جاءت النصوص الشرعية الكثيرة بالحث على ذكر الله تعالى لما فيه من خير عظيم وفضل كبير ،وهذه النصوص جاءت تارة تحث على الذكر منفرداً ، *وتارة على الاجتماع للذكر* ، *فليس اجتماع المسلمين على ذكر الله تعالى بأمر مستنكر لمن عرف أن من مقاصد الشريعة تعاون المسلمين واجتماعهم على طاعة الله تعالى لما فيه من عظيم البركات*.
💫ولذا قال الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ، *فإذا اجتمع المسلمون لعمل ذلك فإنما هو من باب التعاون على الخير والبر* .
🔺 *بعض الأدلة على مشروعية الاجتماع للذكر*:
قال الله تعالى: {فاذكُرُوني أذكُرْكُم} [البقرة: ].فهذا الأمر موجه لجميع الأمة، وهو وارد بلفظ الجمع فيكون للجماعة كما يكون للأفراد .
💥 وقال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بكرةً وأصيلاً}
وهو خطاب عام لجميع المؤمنين ،فلم يقل :لا تذكروا الله جماعة ،ولا قال تعالى اذكروا الله فرادى فقط ،فمن زعم أنه لا يجوز أن يجتمع المسلمون لذكر الله جماعة فقد أخطأ .
💫ولا يوجد أي نص يقيّد أو يخصّص هذه النصوص العامة بالذكر الفردي دون الاجتماع جماعة للذكر، *بل قد وردت النصوص الكثيرة من السنة المطهرة التي تدل على الأمر بالاجتماع للذكر لما فيه من بركة اجتماع المسلمين على طاعة الله تعالى* .
*فمن الأحاديث*:
1_عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني ؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، *وإن ذكرني في ملأ* ذكرته في ملأ خير منهم"رواه البخاري ففي الحديث التصريح بالذكر في ملأ ،أي في جماعة .
٢_ وتأمل يا أخي المسلم في هذا الحديث الصحيح الصريح في استحباب الذكر الجماعي حيث أخرج الأئمة البخاري و مسلم، والحاكم – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر *فإذا وجدوا قوماًيذكرون الله*
تنادوا هلمّوا الى حاجتكم .
قال:فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،قال:فيسألهم ربهم _وهو أعلم _ما يقول عبادي؟قالوا: يقولون *يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجّدونك* ......." واللفظ للبخاري
💡💡فتأمل في هذا الحال ترى أن الملائكة_عليهم السلام_يبحثون عن مجالس فيها قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى بأنواع من الذكر فهذا الفعل المحمود عند الله تعالى أصبح مذموماً عند بعض الناس هداهم الله تعالى.
وكان يكفي دليل واحد في استحباب الاجتماع للذكر ،فكيف بهذه الآيات والأحاديث .
٣_وتأمل فيما أخرج الإمام مسلم، والامام الترمذي، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنهما- قالا : قال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _:" *ما من قَوْم يذكرون الله* إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" .
☉ففي الحديث قال:"ما من قوم" ولن يكون قوما إلا مجتمعين .وقد سبق بيان أفعالهم في المجالس وهي ذكر الله تعالى .
*وهذا الذكر الجماعي فعله المسلمون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم فتأمل في هذا الحديث الشريف* :
٤_ عن أبي سعيد الخدري ، قال : خرج معاوية على *حلقة في المسجد* ، فقال : ما أجلسكم ؟ ، قالوا :جلسنا *نذكر الله*.
قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ ، قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثاً مني ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج *على حلقة من أصحابه* ، فقال : " ما أجلسكم "؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ،ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومنَّ به علينا ، قال : " آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ " ، قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك ؟ قال : " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة " .رواه مسلم والترمذي وأحمد وغيرهم.
💡*فمن تأمل وجدهم جماعة اجتمعوا في المسجد يذكرون الله تعالى* .
٥ _ وهذا حديث آخر في مسند الإمام أحمد، ونصه:"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال:" *حلق الذكر*". ورواه أيضاً الترمذي وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، وحسّنه الامام السيوطي رحمه الله تعالى وغيره.
💡قال الامام النووي رحمه الله تعالى : *واعلم أنه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله* ...
المطلب الثاني:في المحافظة على مجالس الذكر:
المحافظة على هذه المجالس لا بد فيها من الصبر كسائر الطاعات،وأذّكر نفسي وإخواني المسلمين بما أمرنا الله تعالى به في محكم التنزيل حيث قال تعالى " *واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه*"
قال الإمام ابن كثير الشافعي_رحمه الله تعالى_في تفسيره: *اجلس مع الذين يذكرون الله ويهلّلونه ، ويحمدونه ويسبّحونه ويكبّرونه ، ويسألونه بكرة وعشياً من عباد الله،سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أوضعفاء*.انتهى
وقال الإمام الطبراني رحمه الله تعالى: بسنده عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال:نزلت على رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو في بعض أبياته:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"فخرج يلتمسهم ، فوجد قوماً يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال :"الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم"انتهى كما في تفسير ابن كثير أيضاً.
وذكر نفس الرواية الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره . *فتأمل أخي الحبيب في قوله:"وجد قوماًيذكرون الله تعالى"* . *فهذا هو ديدن المسلمين منذ عصر سيدنا رسول الله_صلى الله عليه وآله وسلم _ إلى يومنا هذا* .
وتأمل كيف نقله شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري،ونقله ابن كثير ونقله الامام القرطبي وغيرهم رحمهم الله تعالى من غير نكير، وراجع هذه الآية الكريمة في تفسير المفسرين كتفسير الإمام ابن كثير أو شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري أوالامام القرطبي رحمهم الله تعالى.
💡💡ثم علينا أن نحذر كل الحذر مما نهانا الله تعالى عنه في نفس الآية حيث قال تعالى:" *ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا*".
فالغافل عن ذكر الله تعالى يستحوذ عليه الشيطان وينسيه ذكر الله تعالى ،ولا يزال يتدرج به في الغفلة حتى يرى هذه الغفلة قربة وطاعة ،ثم قد يصير به الحال إلى أن يدعو الناس إلى ترك مجالس الذكر ويزعم أن الاجتماع للذكر بدعة،وهذا من تلبيس الشيطان عليه .فنعوذ بالله من نزغات الشيطان وتوهيمه وتلبيسه.
ونسأل الله التوفيق والإخلاص وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
من رسالة اتخاذ الوسائل الى المقاصد الحسنة سنة حسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
لقد جاءت النصوص الشرعية الكثيرة بالحث على ذكر الله تعالى لما فيه من خير عظيم وفضل كبير ،وهذه النصوص جاءت تارة تحث على الذكر منفرداً ، *وتارة على الاجتماع للذكر* ، *فليس اجتماع المسلمين على ذكر الله تعالى بأمر مستنكر لمن عرف أن من مقاصد الشريعة تعاون المسلمين واجتماعهم على طاعة الله تعالى لما فيه من عظيم البركات*.
💫ولذا قال الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ، *فإذا اجتمع المسلمون لعمل ذلك فإنما هو من باب التعاون على الخير والبر* .
🔺 *بعض الأدلة على مشروعية الاجتماع للذكر*:
قال الله تعالى: {فاذكُرُوني أذكُرْكُم} [البقرة: ].فهذا الأمر موجه لجميع الأمة، وهو وارد بلفظ الجمع فيكون للجماعة كما يكون للأفراد .
💥 وقال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بكرةً وأصيلاً}
وهو خطاب عام لجميع المؤمنين ،فلم يقل :لا تذكروا الله جماعة ،ولا قال تعالى اذكروا الله فرادى فقط ،فمن زعم أنه لا يجوز أن يجتمع المسلمون لذكر الله جماعة فقد أخطأ .
💫ولا يوجد أي نص يقيّد أو يخصّص هذه النصوص العامة بالذكر الفردي دون الاجتماع جماعة للذكر، *بل قد وردت النصوص الكثيرة من السنة المطهرة التي تدل على الأمر بالاجتماع للذكر لما فيه من بركة اجتماع المسلمين على طاعة الله تعالى* .
*فمن الأحاديث*:
1_عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني ؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، *وإن ذكرني في ملأ* ذكرته في ملأ خير منهم"رواه البخاري ففي الحديث التصريح بالذكر في ملأ ،أي في جماعة .
٢_ وتأمل يا أخي المسلم في هذا الحديث الصحيح الصريح في استحباب الذكر الجماعي حيث أخرج الأئمة البخاري و مسلم، والحاكم – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر *فإذا وجدوا قوماًيذكرون الله*
تنادوا هلمّوا الى حاجتكم .
قال:فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،قال:فيسألهم ربهم _وهو أعلم _ما يقول عبادي؟قالوا: يقولون *يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجّدونك* ......." واللفظ للبخاري
💡💡فتأمل في هذا الحال ترى أن الملائكة_عليهم السلام_يبحثون عن مجالس فيها قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى بأنواع من الذكر فهذا الفعل المحمود عند الله تعالى أصبح مذموماً عند بعض الناس هداهم الله تعالى.
وكان يكفي دليل واحد في استحباب الاجتماع للذكر ،فكيف بهذه الآيات والأحاديث .
٣_وتأمل فيما أخرج الإمام مسلم، والامام الترمذي، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنهما- قالا : قال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم _:" *ما من قَوْم يذكرون الله* إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" .
☉ففي الحديث قال:"ما من قوم" ولن يكون قوما إلا مجتمعين .وقد سبق بيان أفعالهم في المجالس وهي ذكر الله تعالى .
*وهذا الذكر الجماعي فعله المسلمون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم فتأمل في هذا الحديث الشريف* :
٤_ عن أبي سعيد الخدري ، قال : خرج معاوية على *حلقة في المسجد* ، فقال : ما أجلسكم ؟ ، قالوا :جلسنا *نذكر الله*.
قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ ، قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثاً مني ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج *على حلقة من أصحابه* ، فقال : " ما أجلسكم "؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ،ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومنَّ به علينا ، قال : " آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ " ، قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك ؟ قال : " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة " .رواه مسلم والترمذي وأحمد وغيرهم.
💡*فمن تأمل وجدهم جماعة اجتمعوا في المسجد يذكرون الله تعالى* .
٥ _ وهذا حديث آخر في مسند الإمام أحمد، ونصه:"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال:" *حلق الذكر*". ورواه أيضاً الترمذي وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، وحسّنه الامام السيوطي رحمه الله تعالى وغيره.
💡قال الامام النووي رحمه الله تعالى : *واعلم أنه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله* ...
المطلب الثاني:في المحافظة على مجالس الذكر:
المحافظة على هذه المجالس لا بد فيها من الصبر كسائر الطاعات،وأذّكر نفسي وإخواني المسلمين بما أمرنا الله تعالى به في محكم التنزيل حيث قال تعالى " *واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه*"
قال الإمام ابن كثير الشافعي_رحمه الله تعالى_في تفسيره: *اجلس مع الذين يذكرون الله ويهلّلونه ، ويحمدونه ويسبّحونه ويكبّرونه ، ويسألونه بكرة وعشياً من عباد الله،سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أوضعفاء*.انتهى
وقال الإمام الطبراني رحمه الله تعالى: بسنده عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال:نزلت على رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو في بعض أبياته:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"فخرج يلتمسهم ، فوجد قوماً يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال :"الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم"انتهى كما في تفسير ابن كثير أيضاً.
وذكر نفس الرواية الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره . *فتأمل أخي الحبيب في قوله:"وجد قوماًيذكرون الله تعالى"* . *فهذا هو ديدن المسلمين منذ عصر سيدنا رسول الله_صلى الله عليه وآله وسلم _ إلى يومنا هذا* .
وتأمل كيف نقله شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري،ونقله ابن كثير ونقله الامام القرطبي وغيرهم رحمهم الله تعالى من غير نكير، وراجع هذه الآية الكريمة في تفسير المفسرين كتفسير الإمام ابن كثير أو شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري أوالامام القرطبي رحمهم الله تعالى.
💡💡ثم علينا أن نحذر كل الحذر مما نهانا الله تعالى عنه في نفس الآية حيث قال تعالى:" *ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا*".
فالغافل عن ذكر الله تعالى يستحوذ عليه الشيطان وينسيه ذكر الله تعالى ،ولا يزال يتدرج به في الغفلة حتى يرى هذه الغفلة قربة وطاعة ،ثم قد يصير به الحال إلى أن يدعو الناس إلى ترك مجالس الذكر ويزعم أن الاجتماع للذكر بدعة،وهذا من تلبيس الشيطان عليه .فنعوذ بالله من نزغات الشيطان وتوهيمه وتلبيسه.
ونسأل الله التوفيق والإخلاص وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.